افتتحت يوم أمس الجمعة بالرباط فعاليات الدورة الرابعة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، المنظمة من 22 إلى 31 دجنبر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك بهدف تثمين وإبراز التطور الذي يعرفه القطاع. ويروم هذا الحدث، الذي تنظمه وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، تسليط الضوء على مهارات الصانع التقليدي وإبراز قدراته الحرفية في بلورة منتوج بمواصفات حديثة وعصرية، مع الحرص في نفس الآن على عدم المساس بطابعه التقليدي الأصيل. وحسب المنظمين، فإن هذا الحدث، إلى جانب المعارض الجهوية الموازية له والتي تحتضنها جميع جهات المملكة، يشكل محطة هامة من أجل الترويج لهذا المنتوج وإطلاع الزوار على جديد الممارسة الحرفية، فضلا عن إرساء روابط بين حرفيي القطاع. وأكد السيد محمد ساجد وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، الذي أشرف على افتتاح فعاليات هذا المعرض، إلى جانب السيدة جميلة المصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، أن هذا الحدث، الذي يشارك فيه نحو 100 عارض من حاملي شارة الجودة، يتميز بتنظيم تظاهرات علمية وثقافية ترصد تطور قطاع الصناعة التقليدية. وأضاف الوزير، في تصريح للصحافة، أن الصناعة التقليدية تعد قطاعا مساهما في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بحيث توفر العديد من مناصب الشغل، مبرزا أن التحدي المطروح يكمن في العمل على الرفع من مردودية هذا القطاع وتحسين ظروف المهنيين خصوصا من خلال تمكينهم من الاستفادة من نظام التغطية الصحية والاجتماعية. من جانبها، أكدت السيدة المصلي أن هذه الدورة تعد أيضا مناسبة للاستثمار في التكوين واستشراف المستقبل، بحيث أن تجويد العرض التجاري يمر أيضا عبر تأهيل قطاع تكوين العارضين، موضحة أن هذا الحدث يمثل أيضا فرصة لمقاربة الاشكاليات الحقيقية والتحديات المطروحة على القطاع الذي يمس شرائح مهمة في المجتمع، لاسيما في العالم القروي. وشددت على أن النساء يشكلن شريحة مهمة من شغيلة القطاع سواء في المدن او القرى، معتبرة أن الاهتمام بالقطاع يستوجب تكوين جميع الفاعلين فيه ومواكبتهم، مسجلة أنه رغم المكتسبات التي حققها القطاع، إلا أنه لا يزال يواجه عدة تحديات ترتبط أساسا بالتكوين لكسب رهان التنافسية، إلى جانب التأهيل والتمويل والتسويق. والجدير بالذكر أنه سينظم ابتداء من اليوم 12 معرضا جهويا يمثلون كافة جهات المملكة في فضاءات مفتوحة لتكريس مفهوم الجهوية المتقدمة وإبراز التراث التقليدي لكل جهة، وتمكين الساكنة والفاعلين المحليين من اكتشاف إبداعات وابتكارات الصناع التقليديين. كما يشهد الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية عدة أنشطة تشمل تنظيم ورشات عمل حول الاستراتيجية الجديدة لتنمية قطاع الصناعة التقليدية، والملتقى السابع حول المحافظة على حرف الصناعة التقليدية بالمغرب، ولقاء حول "البحث العلمي في خدمة تنمية الصناعة التقليدية". ويتضمن برنامج هذا الحدث أيضا مناظرة وطنية حول الزي التقليدي، وندوة حول منظومة صادرات الصناعة التقليدية، ويوم الأبواب المفتوحة حول مؤسسات التكوين المهني في فنون الصناعة التقليدية. وسيتم أيضا على هامش هذه الدورة الرابعة تنظيم دورات تكوينية حول التدبير المالي لفائدة المهنيين، وورشات لإعداد الاستراتيجية الجديدة لتنمية قطاع الصناعة التقليدية، ولقاءات حول المحافظة على الحرف المهددة بالانقراض وعلامات الجودة.