ستعرف مدينة سطات خلال أيام 21-22 و23 دجنبر 2017 تنظيم الدورة السابعة لمهرجان الوطني للوتار "ايقاعات المغرب" الذي تنظمه جمعية المغرب العميق لحماية التراث بدعم من وزارة الثقافة والمجلس الجهوي للدار البيضاء – سطات و بشراكة مع المجلس الإقليمي لسطات. ويعتبر مهرجان الوطني للوتار حدثا ثقافيا وفنيا بامتياز خصوصا بعد النجاح الذي عرفته الدورات السابقة ،من حيث المشاركة والإبداع والحضور الجماهيري ، إذ استطاعت هذه التظاهرة الثقافية أن تجمع وتكرم أشياخ آلة لوتار وتخلق مناخا ملائما ومناسبا لحوار الثقافات المغربية المتنوعة وتعرف بالموروث الثقافي اللامادي بهدف المحافظة عليه وتثمينه، ومن تم إعطاء الإشعاع لهذا الفن ولهذه الآلة التي أصابها الإهمال بفعل التطورات الاجتماعية التي تأثرت كثيرا بانعكاسات العولمة على ظروف ووسائل الإنتاج الثقافي بشكل عام . وستعرف هذه الدورة تكريم أشياخ هذه الآلة، الشيخ احمد ولد قدور، وقشبال وزروال اللذين يعتبرون من أهرام آلة الوتار بمنطقة الشاوية ،ويعتبر هذا التكريم ردأ الاعتبار لأشياخ كابدوا من أجل بقاء هذه الآلة و هذا الفن مستمرين في إشعاعهما . وعن دوافع تنظيم مهرجان لوتار الذي يطفئ شمعته السابعة هذه السنة، يقول عبد الله الشخص رئيس جمعية المغرب العميق لحماية التراث ومدير المهرجان: "انه نظرا لمحورية آلة لوتار في الفرجة الموسيقية الرعوية المغربية لانها الآلة التي واكبت التشكل الموسيقي إن بدورها الانجازي أو التأسيسي كآلة عريقة و أصيلة ضاربة بجذورها في الكينونة الموسيقية الرعوية سواء تعلق الأمر بهويتها الأنسترمونتالية في سياق العرض الموسيقي أو بأصالتها كإنتاج مغربي أصيل صنعا و ابتكارا هذا مكون له عمقه الأنطولوجي الطقوسي كما يبقى لأسلوب العزف خصوصية متفردة تميز بها فنانون عبر العصور و الأجيال أسهمت في إغناء المنجز الموسيقي عبر آلة لوتار. لهذا فان هذه الآلة أصبحت تفرض نفسها على كل من يهتم بالتراث الموسيقي الوطني و يجعل منها أهمية ثقافية لتتبوأ مكانتها الحقيقية و حقها الطبيعي في الاهتمام و الاحتفاء بها و بروادها سيما و أنها لم نستوف حقها من الاهتمام كمثيلتها من الآلات الموسيقية و الأنماط الموسيقية الأخرى التي نالت حظا وافرا من الاهتمام و الاحتفاء بها." في هذا السياق- يضيف رئيس الجمعية- "تبلورت عندنا فكرة تنظيم مهرجانا تراثيا و ثقافيا يتمحور حول موضوع آلة لوتار نبتغي به و من خلاله بعث هذا التراث الموسيقي و الاحتفاء برواده و مبدعيه ماضيا و حاضرا و توفير ظروف التكوين و المنافسة بين الممارسين من محترفين و هواة من الشباب بالإضافة إلى جعل هذا المهرجان صلة وصل و ملتقى فعاليات فنية و ثقافية و أكاديمية من كل المشارب جهويا وطنيا وحتى دوليا تلتقي على بعث هذا التراث الفني الوطني و جعله قابلا للتطوير و البحث الثقافي و الانتشار الإعلامي وطنيا و دوليا و كذا جعل هذا المهرجان مناسبة سانحة لإحقاق حق الفنانين الممارسين في التكريم و الاحتفاء بهم و رد الاعتبار لهم كذاكرة فنية تجشمت وجع المحافظة و المكابدة العاشقة لهذا التراث الوطني بعصامية محرومين من أي دعم أو اهتمام يسند مسيرة ممارستهم إلا من عشق لهذه الآلة و إصرار على تطوير إبداع فني وطني حيث ساهموا في تأثيث ذاكرة فنية وطنية".