أسدل الستار مساء يوم :السبت 17 أكتوبر الجاري على فعاليات المهرجان الوطني للوتار في دورته الخامسة المنظم من طرف جمعية المغرب العميق لحماية التراث بشراكة مع المجلس الاقليمي وبدعم من المجلس الجهوي ووزارة الثقافة والمجلس البلدي لسطات . حيث عاشت ساكنة مدينة سطات وزوارها ،وعلى مدى يومين حدثا فنيا بامتياز تمثل في احتضانها لفعاليات هذا المهرجان الذي حضرته السلطات المحلية والأمنية وممثلو المنابر الاعلامية المحلية والوطنية فضلا عن حشد غفير من محبي آلة الوتار الذين استمتعوا بأغاني شعبية قدمتها مجموعة من الفرق الغنائية من داخل الاقليم وخارجه خاصة مجموعة الرايس حسني أرسموك ومجموعة الشيخ عابدين الزرهوني ولبهالة اللوز ومجموعة الفنان لحسن أشيبان ،بالإضافة الى فرق أخرى أبت الا أن تشارك في هذا المهرجان كي تساهم في تنشيط فقراته المتنوعة التي ضمت أنشطة فكاهية راقت استحسان الجميع . ويبقى الهدف من هذا المهرجان الأول من نوعه بالمدينة بعد الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة الذي عرف غياب مجموعة من المسؤولين المحليين والاقليميين حسب رئيس الجمعية عبد الله الشخص هو مد جسور التواصل مع ساكنة المدينة وزوارها من أجل الاستمتاع بفنون العيطة وكذا المحافظة على التراث الغنائي الشعبي لآلة لوتار كآلة مغربية أصيلة يجب على الجميع المحافظة على خصوصياها وإشعاعها وبالتالي الالتفاف لروادها وصانعيها حتى لا يطالهم النسيان ،كما أصبح هذا المهرجان يضيف المتحدث نفسه يشكل حدثا ثقافيا وفنيا بامتياز خصوصا بعد النجاح الذي عرفته الدورات الأربعة السابقة من حيث المشاركة والابداع والحضور الجماهيري ،وفرصة لتبادل الخيرات والثقافات بين المهتمين بفن الوتار ،وصمام أمان لضمان استمرارية هذا الموروث الثقافي والفني اللامادي من خلال إحياء الذاكرة التاريخية وابراز التراث الحضاري الزاخر للمنطقة ،بالإضافة الى أنه أضحى يشكل رافعة للتنمية الثقافية والفنية بإقليم ومدينة سطات على الخصوص لأن المهرجان أصبح محطة سنوية يلتقي حولها كل الممارسين والصناع التقليديين والدارسين لهذه الآلة ولهذا الفن المغربيين الأصيلين ،كما أصبح مهرجان لوتار يراهن على خلق امتدادات الاهتمام والممارسة المنظمة لموسيقى لوتار حتى يضمن القائمون على تدبيره حدودا موضوعية للاستمرار وخلق أجيال من ممارسين وفنانين لهذه الموسيقى العريقة. وموازاة مع هذا المهرجان ومساهمة من منظميه تم تكريم والاحتفاء بعدد من الفنانين الذين أبلوا البلاء الحسن في العزف والغناء والمحافظة على هذا التراث الأصيل من قبيل الفنانة شريفة و العربي الغازي الملقب بباعروب بالإضافة الى تكريم أحد الأساتذة الباحثين في التراث وهو ادريس كايسي . لتبقى جمعية المغرب العميق لحماية التراث من الجمعيات الناشطة والفاعلة على الصعيد الوطني في مجال التراث اللامادي وسر نجاحها أنها تتشكل من فعاليات محلية ووطنية منهم إعلاميين وباحثين وأساتذة جامعيين ساهموا في تنشيط المجال الثقافي بهذه المدينة التي مازالت تعرف ركودا فنيا على جميع المستويات ،وأدخلوا الفرحة الى قلوب السطاتيين من خلال تنظيم هذا المهرجان السنوي التي نالت فقراته المتنوعة إعجاب واستحسان كل الحاضرين.