انطلقت في مدينة نيويوركالأمريكية أمس الاثنين محاكمة ثلاثة من المسؤولين السابقين في ملف الفضائح الذي هز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ عام 2015، مع كشف المحققين أن القضية كانت عبارة عن شبكة من "أكاذيب وجشع وفساد". وبعدما أنجز خلال الأسبوع الماضي اختيار 12 عضوا في هيئة المحلفين، بدأت المرافعات أمس الاثنين في محكمة بروكلين الفيدرالية في فضيحة الفساد التي اعتبرت الأكبر في تاريخ اللعبة الأكثر شعبية عالميا. ووجهت الاتهامات إلى 42 مسؤولا وثلاث شركات، بعد شكوى قضائية من 236 صفحة تضمنت تفاصيل 92 جرما و55 مخطط فساد، بمخالفات مالية تصل قيمتها لنحو 200 مليون دولار أميركي. ويحاكم في نيويورك ثلاثة من هؤلاء فقط دفعوا ببراءتهم، وهم الرئيس السابق للاتحاد البرازيلي لكرة القدم جوزيه ماريا مارين، والنائب السابق لرئيس الاتحاد الدولي البارغوياني خوان انخل نابوت، والبيروفي مانويل بورغا الذي قاد اتحاد كرة القدم في بلاده حتى عام 2014، وكان عضوا في لجنة التطوير في الفيفا. وتشمل التهم الموجهة إليهم الابتزاز المالي والتزوير وتبييض الأموال. وقال مساعد المدعي العام الأمريكي كيث إدلمان لهيئة المحلفين الاثنين أنه "تحت السطح وجدت أكاذيب، جشع، وفساد"، مستعيدا لقاء لمسؤولين كرويين في أحد فنادق ميامي في ماي 2014. أضاف "بعض هؤلاء المسؤولين حظي بأسباب للاحتفال: وافقوا على تلقي ملايين الدولارات كرشى بشأن بطولة" كوبا أميركا. وأشار إدلمان إلى أن الثلاثة "غشوا الرياضة (…) ليضعوا في جيوبهم أموالا كان يجب أن تنفق لفائدة الرياضة"، مضيفا أن "الأدلة ستظهر انه على مدى 20 عاما، قام المتهمون بالتآمر واستغلال النظام. وافقوا على تلقي رشاوي سرية، وحرموا الرياضة من أموال كان يمكن أن تنفق للترويج لها". من جهتهم، أقر محامو المتهمين في مرافعاتهم الأولية بوجود فساد على مستوى الفيفا، مشددين على عدم ضلوع موكليهم في ذلك. ويتوقع أن تستمر الإجراءات في المحكمة ما بين خمسة وستة أسابيع على الأقل، وسيتخللها تقديم 350 ألف صفحة من الوثائق والمستندات، إضافة إلى شهادات عشرات الأشخاص. وفي حال إدانتهم من قبل هيئة المحكمة والقاضية باميلا تشن، قد يواجه المسؤولون السابقون عقوبات بالسجن تصل الى 20 عاما. ومن بين المتهمين ال 42، عقد 24 اتفاقات مع المحققين أملا في نيل عقوبات مخففة لقاء التعاون وتقديم المعلومات والإقرار بالذنب في عدد من التهم. وتم إصدار أول حكمين في أكتوبر الماضي، بحق الغواتيمالي هكتور تروخيو (السجن ثمانية أشهر)، والبريطاني اليوناني كوستاس تاكاس (السجن 15 شهرا، سبق له ان قضى 10 منها منذ توقيفه). وأدت فضائح الفساد إلى الإطاحة برؤوس كبيرة في الفيفا، يتقدمها بلاتر الذي تولى رئاسة الاتحاد لمدة 17 عاما، وانتخب السويسري جاني انفانتينو خلفا له مطلع العام 2016.