أكدت مونية بوستة، رئيسة المكتب الوطني لجمعية مهندسي المدرسة المحمدية، أمس السبت بالرباط، أن إفريقيا في حاجة إلى هندسة منتجة تثمن مواردها وتخلق قيمة مضافة وتقدم الحلول المستدامة وتواكب التغيرات والتطورات التي تشهدها القارة. وأضافت بوستة، في كلمة بمناسبة افتتاح المؤتمر الوطني للجمعية، الذي عقدته تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "المهندس الإفريقي من أجل تنمية مستدامة لإفريقيا"، أن إفريقيا تحتاج أيضا إلى "هندسة خلاقة وابتكارية توفر حلولا تتكيف مع مشاكل قارتنا، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصياتنا، وكذا آليات هندسة فعالة تسمح بتدارك التأخير المسجل". وأشارت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، إلى أن اختيار الموضوع يفسر رغبة الجمعية في خلق مكتب إقليمي إفريقي لها بإفريقيا جنوب الصحراء، على غرار مكتب الجمعية بأوربا (باريس) وأمريكا الشمالية ( (مونريال)، مضيفة أن هذا المسعى يندرج ضمن الدينامية الوطنية بشأن إفريقيا التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس. وأعلنت بوستة عن إطلاق مبادرة لأجل الهندسة الإفريقية بهدف خلق فضاءات موحدة وتعبئة مختلف الفاعلين في الهندسة الإفريقية لفائدة تطوير قنوات للتفكير وتبادل وتقاسم الخبرات من أجل التنمية المستدامة في القارة. وشددت على أهمية نظم وآليات تكوين المهندسين، وكذا على مساهمتهم في بناء إفريقيا الغد، داعية إلى خلق برامج بيداغوجية تلبي احتياجات السوق الوطنية والدولية واعتماد تقنيات حديثة ومتطورة وأرضيات للبحث داخل مدارس الهندسة، من أجل تحفيز إبداعهم وانخراطهم في دينامية التطور التكنولوجي. من جانبه، أكد رئيس الحكومة، السيد سعد الدين العثماني، أن خريجي المدرسة المحمدية للمهندسين يشكلون، بفضل خبراتهم، النخبة الوطنية التي تضطلع بدور هام في عصرنة البلاد على المستوى الاقتصادي والسياسي. وشدد على أن هذه المدرسة العريقة، التي تسهم في إشعاع المغرب على المستوى الدولي، تقوم بتكوين مهندسين أفارقة أكفاء، ما يجعلهم يساهمون بخبراتهم في تحقيق التنمية المستدامة على مستوى بلدانهم الأصلية. وأشاد العثماني بهذا اللقاء، الذي يكرس السياسة المغربية بشأن إفريقيا، مضيفا أن المملكة تضع التعاون جنوب-جنوب على رأس جدول أعمالها، انطلاقا من قناعتها بأن تنمية إفريقيا تكمن في تعزيز نموذج جنوب-جنوب قائم على التكامل والاحترام المتبادل والثقة بالقدرات الإفريقية. من جانبها، أكدت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مريم بنصالح شقرون، أن المدرسة المحمدية للمهندسين تشكل رافعة للنهوض بالهندسة في المغرب، مبرزة جودة التكوين وإشعاش خريجي المدرسة داخل وخارج المملكة. وأضافت أن هذا التوجه نحو إفريقيا يندرج في إطار الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، بهدف تحويل الفرص إلى سلسلة قيمة حقيقية، مسجلة أن المهندس المغربي حاضر بقوة في إفريقيا ويسهم في إنجاز المشاريع التي تم إطلاقها في القارة بفضل اتفاقيات الشراكة المتعددة المبرمة بين المغرب وعدد من البلدان الإفريقية. وبدوره، أوضح مدير المدرسة المحمدية للمهندسين، السيد العربي عابدي، أن إحداث هذه المؤسسة، التي وضع حجرها الأساس جلالة المغفور له محمد الخامس في 23 أكتوبر 1959، جاء بهدف تمكين المغرب من مدرسة للمهندسين من مستوى عال من شأنها مد النسيج الاقتصادي المغربي بأطر تقنية قادرة على قيادة التنمية. وأشار إلى أن "هذه المدرسة المرجعية، التي تهتم منذ إحداثها بمواكبة، بل واستباق التنمية الاقتصادية للمغرب، تتطلع إلى الحفاظ على جودة التعليم والنهوض بالتنافسية على المستوى الدولي والانفتاح على مدارس المهندسين الإفريقية". وتميز هذا المؤتمر الوطني بإطلاق مبادرة "إنجنير فور أفريكا"، وإحداث مكتب دولي إفريقي سيعزز الشبكة الدولية للجمعية، إضافة إلى توقيع اتفاقية شراكة مع هيئات وطنية وأجنبية. وعرف هذا اللقاء أيضا انتخاب أعضاء المكتب الوطني الجدد لولاية من ثلاث سنوات وتقديم التقرير المالي والأدبي. وتأسست جمعية مهندسي المدرسة المحمدية سنة 1964 من قبل مهندسي الفوج الأول للمدرسة، وتشكل اليوم، بأزيد من 10 الاف عضو، أكبر تجمع للمهندسين المغاربة. وبالإضافة إلى الهيئات الوطنية، تتوفر الجمعية على 10 مكاتب جهوية وتجمعين مهنيين وتمثيليتين بأوروبا وأمريكا اللاتينية. وتتمحور الاستراتيجية الموجهة لعمل الجمعية حول ثلاثة أهداف تهم خلق مجموعة قوية ودنيامية للمهندسين، والمساهمة في النهوض بالمدرسة المحمدية للمهندسين ومهندسيها، والدعم الفاعل للتنمية السوسيو اقتصادية للمملكة.