شيد أخيرا أحد أهم المعاهد المتخصصة في مهن النقل الطرقي واللوجستيك بتاوريرت، والذي يهدف إلى مواكبة المنطقة الشرقية عبر تكوين الموارد البشرية المؤهلة، تماشيا مع الاهداف المسطرة في الاستراتيجية الوطنية لقطاع النقل الطرقي والعقد البرنامج للوجستيك. على مساحة 34.148 متر مربع، منها 5.086 مترا مربعا مغطاة و18.320 مترا مربعا كمجالات بيداغوجية مكشوفة للتكوين التطبيقي(مضامير للسياقة) وبهو للوجستيك تبلغ مساحته 1.175 مترا مربعا، بغلاف مالي بلغ 56،3 مليون درهم، منها 43،3 مليون درهم موجهة للدراسات والبناء و13 ملايين لاقتناء الأجهزة. كما سيوفر المعهد المتخصص في مهن النقل الطرقي واللوجستيك - تاوريرت مجموعة واسعة من التكوينات، تم وضعها بتشاور وتنسيق مع مهنيي هذا القطاع، بفضل طاقة استيعابية تبلغ 1500 متدربة ومتدرب. فيما يخص النقل الطرقي، سيكَون المعهد التقنين المتخصصين في "استغلال النقل"، والتقنيين في "إصلاح الآلات ذات المحرك/ تخصص الوزن الثقيل والحافلات"، وكذا المرشدين في تعليم السياقة، هذا بالإضافة الى العديد من التكوينات التأهيلية نذكر منها على الأخص: "سائق لنقل البضائع / أو المسافرين" و"وكيل الفحص التقني للسيارات". كما تغطي المسارات التكوينية الموفرة قطاع اللوجستيك عبر شعب: "تقني متخصص في اللوجستيك" وتقني في اللوجستيك"، بالإضافة الى مجموعة من التكوينات التأهيلية ك: "عامل في التخزين"، و"سائق لنقل البضائع بالمستودع" و"مهيئ الطلبات". وللقيام بمهامه في الظروف البيداغوجية المواتية، فقد تم تجهيز المعهد بمعدات (مركبات، آليات المناولة...) ومرافق ملائمة (بهو للوجستيك، أرصفة الشحن والإفراغ، مناطق للمناولة، مضامير للسياقة، الفحص التقني للعربات، قاعات متخصصة، إلخ...). يمثل المعهد أيضا منظومة منفتحة على محيطها لفائدة الشركات العاملة في المنطقة الشرقية، توفر لهم، إضافة الى تكوين الحاجيات من الموارد البشرية المؤهلة، خدمات التكوين المستمر واستكمال التكوين للعاملين، خاصة التكوين الإلزامي للسائقين المحترفين وتنظيم دورات التكوين على السلامة الطرقية. كما سيجهز هذا المعهد، في المستقبل القريب، بداخلية ذات طاقة استيعابية تبلغ 200 مستفيدة ومستفيدا وذلك لتوفير أحسن ظروف الإقامة خاصة لفائدة الفتيات. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المؤسسة القطاعية تندرج في إطار برنامج لتنمية عرض التكوين المهني في قطاع النقل الطرقي واللوجستيك الذي ينجزه مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، عبر تعزيز شبكة مؤسساته المتخصصة، والتي تضم 3 مؤسسات بكل من الدارالبيضاء، وطنجة، وأكادير، تكون حاليا ما يناهز 3160 متدربة ومتدرب. وسيتم توسيع هذه الشبكة في إطار مخطط تنمية المكتب في أفق 2016، من خلال إنشاء أربع مؤسسات جديدة بكل من زناتة، وفاس، وطنجة-ميد، وبن جرير. سيشكل هذا المعهد المتخصص في مهن النقل الطرقي واللوجستيك واجهة لتفعيل هذه البرامج الهامة والهادفة للرفع من القدرة التنافسية للمغرب، خاصة بالمنطقة الشرقية. وتهدف الاستراتيجية الوطنية لتنمية التنافسية اللوجستيكية تهدف الى خلق 41.000 منصب شغل خلال الخمس سنوات المقبلة وتخفيض كلفة اللوجستيك وتسريع وتيرة نمو الناتج الداخلي الخام ومساهمة هذا القطاع في التنمية المستدامة للبلاد. أما بالنسبة لقطاع النقل الطرقي، فإن الاستراتيجية الوطنية تهدف الى الرقي بهذا القطاع من خلال عدة محاور، نذكر منها تأهيل الموارد البشرية (التكوين الاولي، التكوين المستمر الاجباري، التكوين التأهيلي) من أجل التخفيض من حوادث السير. ويساهم مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل في هاتين الاستراتيجيتين من موقعه كفاعل أساسي في التكوين المهني عبرتعزيز المؤسسات القطاعية التي توفر التكوين الأولي والمستمر في مجالي النقل الطرقي واللوجستيك، التكوين الإلزامي للسائقين وذلك بتكوين 140.000 سائق مهني في أفق 2015، أي 35.000 سائق سنويا؛ تنظيم دورات التكوين على السلامة الطرقية، في إطار مدونة السير الجديدة؛ هذان التكوينان يدخلان في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة الموقعة بين مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل ووزارة التجهيز والنقل وتكوين اليد العاملة المؤهلة (تقنيين متخصصين، تقنيين ....) المبرمجة في إطار مخطط التكوين المرتبط بالعقد البرنامج لقطاع اللوجستيك.