أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس الثلاثاء بتاوريرت، على تدشين المعهد المتخصص في مهن النقل الطرقي واللوجيستيك. (ماب) ويعكس هذا المشروع، الذي عبئت له استثمارات تفوق 56,3 مليون درهم، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للعنصر البشري، وحرص جلالته الراسخ على جعله في "صلب كل المبادرات التنموية وغايتها الأساسية" (الخطاب الملكي الموجه إلى الأمة بمناسبة عيد العرش في 30 يوليوز 2012). وسيمكن هذا المعهد الجديد، المنجز من طرف مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل على مساحة إجمالية قدرها 34 ألفا و148 مترا مربعا، شباب المنطقة من تكوينات مؤهلة في مهن النقل واللوجستيك، لاسيما التخزين والتغليف ونقل البضائع بالمستودع والنقل والتوزيع. وعلى غرار المعاهد المحدثة بكل من طنجة والدارالبيضاء وأكادير، ستوفر المؤسسة الجديدة، التي تتوفر على طاقة استيعابية تبلغ 1500 متدرب ومتدربة، عرضا واسعا من التكوينات تم وضعها بالتشاور مع مهنيي القطاع. وبخصوص مهن النقل الطرقي، سيعمل المعهد على تكوين تقنيين متخصصين في "استغلال النقل" وتقنيين في "إصلاح الآلات ذات المحرك/ تخصص الوزن الثقيل والحافلات"، والمرشدين في تعليم السياقة، بالإضافة إلى العديد من التكوينات التأهيلية من قبيل سائق لنقل البضائع أو المسافرين ووكيل الفحص التقني للسيارات. كما يوفر المعهد تكوينات في مجالات اللوجستيك، ويتعلق الأمر بتقني متخصص "مسؤول عن استغلال اللوجستيك" وتقني في اللوجستيك، بالإضافة إلى مجموعة من التكوينات التأهيلية من قبيل عامل في التخزين وسائق لنقل البضائع بالمستودع ومهيئ الطلبيات. ومن شأن هذا المشروع، تحفيز تشغيل الشباب وتطوير النسيج الصناعي والاقتصادي الجهوي، إلى جانب مواكبة تفعيل الاستراتيجية الوطنية لتنمية التنافسية اللوجستيكية. وحتى يقوم بمهامه في الظروف البيداغوجية المواتية، فقد تم تجهيز المعهد بمعدات (مركبات، آليات المناولة...)، ومرافق ملائمة (بهو للوجستيك، أرصفة الشحن والإفراغ، مناطق للمناولة، مضامير للسياقة، الفحص التقني للعربات، قاعات متخصصة...). وستجعل مختلف هذه الفضاءات من المعهد رافعة حقيقية لتطوير قطاع النقل واللوجيستيك على مستوى الجهة والنهوض به، وبنية لتأطير وإدماج الشباب. وهكذا، يأتي هذا المشروع لتعزيز مختلف المبادرات التي تم إطلاقها على مستوى إقليم تاوريرت والتي تروم، على الخصوص، تثمين إمكانياته الاقتصادية وموارده البشرية من أجل تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة بمجموع الجهة.