أكد عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، أمس الأحد، بالعاصمة البحرينية المنامة، أن المغرب انخرط في مشاريع استثمارية واعدة لتطوير الطاقة بقيمة 40 مليار دولار بحلول 2030. وأوضح الوزير في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمعرض والمنتدى الاستثماري الأول للطاقة (ستيب 2017)، أن المغرب تمكن بفضل رؤية استراتيجية طموحة من تحويل تحدياته في مجال الطاقة إلى فرص استثمارية واعدة من خلال انخراطه في مشاريع كبرى لتطوير الطاقة والتي تتيح فرصا حقيقية للاستثمار تقدر بأكثر من 40 مليار دولار بحلول العام 2030، منها 75 بالمائة مخصصة للطاقات المتجددة. وأشار إلى أن الانتقال الطاقي بالمغرب، بدأ يعطي ثماره بفضل رفع حصة الطاقة الريحية والطاقة الشمسية في القدرة المنشأة إلى 13 في المئة سنة 2016 بعدما كانت لا تتجاوز 2 في المئة سنة 2009. وسجل أن هذا الانتقال مكن من تقليص التبعية الطاقية من حوالي 98 في المئة سنة 2008 إلى حوالي 93,3 في المئة سنة 2016، مشيرا إلى أن الطاقات المتجددة ساهمت في تلبية الطلب الطاقي، إذ انتقلت حصتها في الميزان الطاقي من 2,13 في المئة سنة 2008 إلى أكثر من 6 في المئة سنة 2016. وفي هذا الصدد، ذكر رباح بأن سنة 2016 تميزت بإطلاق عدة أوراش طاقية من بينها تشغيل الشطر الأول من مشروع المركب الشمسي"نور ورزازات 1″ بقدرة 160 ميغاواط مع ثلاث ساعات للتخزين ، والذي يعتمد تكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة (تقنية المرايا المقعرة). كما أطلق المغرب، يضيف الوزير، مشروع بناء المحطتين الشمسيتين"نور ورزازات 2″ بسعة تخزين تتراوح بين 5 و6 ساعات والتي تستخدم نفس التكنولوجيا ، و"نور ورازازات3″ بسعة تخزين تتراوح بين 5 إلى 5ر8 ساعات وبتكنولوجيا الطاقة الشمسية المركزة (تقنية البرج) بقدرة إجمالية لهذين المشروعين تصل إلى 250 ميغاواط. وسجل أن سنة 2016 تميزت أيضا بالشروع في تفعيل خارطة الطريق لتنمية الطاقة الشمسية الفوتوضوئية والتي تروم تطوير استعمال الطاقة الفوتوضوئية في إنتاج الكهرباء ولاسيما بالقطاع السكني والخدمات، حيث تم لهذا الغرض إطلاق برنامج إنجاز عدد من محطات الطاقة الفوتوضوئية بأطراف الشبكة وبقدرة إجمالية تصل إلى 400 ميغاواط، مبرزا أن هذا البرنامج يشمل مشروع "نور تافيلالت" بقدرة 100 ميغاواط، و"نور أطلس" بقدرة 200 ميغاواط ، بالإضافة إلى "نور أركانة" بقدرة 100 ميغاواط. وأشار الوزير، بهذا الخصوص، إلى أن المغرب يعمل على تعزيز ربطه الكهربائي مع الدول المجاورة وخاصة من خلال مشروع خط الربط الكهربائي بين المغرب والبرتغال بقدرة تبلغ حوالي ألف ميغاواط والذي يوجد قيد الدراسة، وكذا تعزيز الربط الكهربائي مع إسبانيا بخط ثالث بقدرة تصل إلى 700 ميغاواط ، بالإضافة إلى التفكير في إنجاز روابط أخرى مع بلدان إفريقيا جنوب الصحراء عبر موريتانيا. من جهة أخرى، أبرز رباح أن المغرب يولي اهتماما بالغا للتكوين في مجال الطاقات المتجددة حيث تم تطوير شبكة معاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، فضلا عن الاهتمام بالبحث والتطوير حيث تم إنجاز المركب التكنولوجي للطاقة الخضراء بمدينة بن جرير (غرين إينيرجي بارك) على مساحة ثمان هكتارات، وهو الأول من نوعه على الصعيد الإفريقي. وفي مجال النجاعة الطاقية، تمت، بحسب الوزير، بلورت رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق اقتصاد في الاستهلاك الطاقي يقدر بحوالي 20 بالمائة في أفق 2030. وناقش المنتدى الذي شارك فيه وزراء عرب وأجانب وخبراء في مجال الطاقة المتجددة ومسؤولو مؤسسات استثمارية وشركات مصنعة لتكنولوجيا الطاقة المتجدة، عدة محاور تتعلق بمصادر الطاقة المتجددة والبديلة بالبحرين، ومستقبل الطاقة إزاء توجه الاستهلاك العالمي لاستغلال الطاقات المتجددة وتحديات التنمية المستدامة للطاقة البديلة ومعوقات التوسع في استخدامها والتعاون الإقليمي والدولي في مجال الطاقات المتجددة، والتجارب الدولية الناجحة فى مجال إنتاج الطاقة النظيفة.