شاركت سفارة المغرب بأستراليا، بليفربول بإحدى ضواحي مدينة سيدني، في الحفل الإفريقي "دينر أند كولتيرال أفريكان"، حيث حلت المملكة ضيف شرف هذا المهرجان السنوي للثقافات الافريقية الذي تزامن مع الإحتفالات المقامة بمناسبة عيد العرش المجيد أول أمس السبت. وبحسب بلاغ سفارة المغرب بأستراليا،اليوم الاثنين، فقد حضر هذه التظاهرة عدد من الشخصيات الحكومية المحلية والبرلمانية ومن المجتمع المدني، وكذا عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بسيدني والجاليات الإفريقية. وأضاف البلاغ أن السفير المغربي السيد كريم مدرك رافع في كلمة بالمناسبة عن القارة الإفريقية مركزا على المؤهلات والإمكانات الهائلة التي تتوفر عليها والتحولات الديمقراطية التي تشهدها منذ تأسيس المنتظم الإفريقي قبل أربعة وخمسون سنة، مشددا بالمقابل على أن البلدان الإفريقية كبقية أقطار العالم تواجه تحديات أمنية جراء ظاهرة التطرف والإرهاب. وعلى الصعيد الإقتصادي، أكد مدرك أن إفريقيا تعد قارة الفرص الاقتصادية والاستثمارية ومستقبل الإقتصاد العالمي بامتياز، وذلك بفضل تنوع وكثرة مواردها الطبيعية الهائلة، موضحا أن ثلثي بلدانها في نمو متواصل منذ عشر سنوات بفعل اتباع سياسات اقتصادية سليمة، والسيطرة على العجز الحكومي وإبقاء التضخم في حدود معقولة. لكن رغم المساعي الجارية والإنجازات الأخيرة، يقول سفير صاحب الجلالة، لا تزال إفريقيا تحتاج إلى تعزيز تعاونها مع شركائها من أجل الإستمرار في مواجهة بعض التحديات السابقة مثل انعدام الأمن الغذائي، والفقر المزمن، ووباء فيروس نقص المناعة المكتسبة، وعدم المساواة، والتدهور البيئي. ودعا الدبلوماسي المغربي أستراليا، أثناء حديثه عن علاقاتها بإفريقيا، إلى أن تتشجع من أجل مواصلة توسيع وتعميق علاقاتها بالقارة في المجالات الرئيسية ذات الأولوية، لتطوير البنى التحتية، وتنمية الموارد البشرية، والإسهام في تثبيت السلم والأمن بالقارة، وزيادة برامج المنح الدراسية للطلبة والباحثين الأفارقة في الجامعات والمعاهد الأسترالية. وطالب مدرك بتوسيع مجالات التعاون وعدم الإكتفاء على مجال التعدين الذي يعتبر أهم مجالات التعاون بين القارتين، مشددا على أنه لا يمكن تجاهل المساهمة الأسترالية على مدى السنوات القليلة الماضية في تقديم الدعم التقني وبناء القدرات للشباب الإفريقي من خلال مشاريع مختلفة. وأبرز أنه خلال السنوات العشر الماضية شهد حجم التجارة الثنائية تقدما ملموسا تجاوز أزيد من سبع مليارات دولار أمريكي فضلا عن استثمارات في قطاع التعدين مع أكثر من 170 شركة بالقارة الإفريقية. وعن العلاقات المغربية الإفريقية، أكد سفير صاحب الجلالة أن من بين الخيارات الجيوستراتيجية وتوجهات السياسة الخارجية للمملكة دعم التعاون جنوب – جنوب خدمة لمصالح دوله، موضحا أن المغرب يقوم بتركيزه بشكل خاص على إقامة شراكات فعالة ومستدامة تهدف إلى تحقيق المكاسب والمنافع المشتركة في إطار رابح- رابح، حيث أن المغرب وقع مئات من اتفاقات التعاون مع بلدان القارة. وأوضح مدرك أن رجوع المغرب إلى أسرته المؤسسية الإفريقية في يناير 2017 يعد حدثا هاما في ذاكرة المغاربة والأفارقة، واعتبر أن هذه الخطوة الهامة تتبعه خطوات أخرى، منها على الخصوص الانضمام قريبا إلى "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا". ومن أجل إبراز بعض مظاهر التعاون المغربي الإفريقي، استعرض السفير أمثلة لمجالات ملموسة منها توفير المغرب منحا دراسية لأكثر من 42 دولة إفريقية مما سمح لأزيد من ثمانية آلاف طالب بمتابعة دراستهم بالجامعات والمعاهد المغربية بمنح دراسية، وقيامه بتسوية الوضعية القانونية لعدد من المهاجرين غير الشرعيين، ومشاركة المملكة في عمليات حفظ السلام في مختلف بؤر التوتر بالقارة، بالإضافة إلى المساهمة الفعالة في مساعدة دول إفريقية على مواجهة بعض التحديات العالمية مثل مكافحة الإرهاب، وتعزيز "قيم حقوق الإنسان"، وتحسين وضعية المرأة، ومكافحة الآثار السلبية لتغير المناخ في إطار وفاء المغرب بتنفيذ "اتفاق باريس" وتوصيات مؤتمر المناخ الذي عقد بمراكش (كوب 22) سنة 2016. وفي سياق تنويهه بالجهات الإفريقية المنظمة للحفل وكذا الجالية الإفريقية بصفة عامة، وجه السفير تحية تقدير لأعضاء الجمعية المغربية بسيدني على المجهودات التي يبذلونها في خدمة بلدهم وخدمة القضايا الإفريقية، وحث المغاربة والأفارقة الحاضرين على مواصلة العمل جماعة من أجل تحقيق الأهداف النبيلة للقارة الإفريقية ولمواطنيها. من جهة أخرى، تتبع الحاضرون شريطا استعرض أهم المشاريع الكبرى المنجزة في المغرب خلال السنوات الأخيرة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما تخللت الحفل أغاني وأهازيج إفريقية مصحوبة برقصات أدتها بعض الفرق المحلية، فيما استقطبت الجالية المغربية الأضواء من خلال عرض الأزياء التقليدية المغربية والتي لاقت استحسانا كبيرا، وكذا تقديم نموذج خاص بالعروسة المغربية مرفوقة بالأهازيج والزغاريد وفق الطقوس المعروفة بالعرس المغربي، كما أتحفت طفلة مغربية الحضور ببعض الأغاني التي أدتها بتميز.