كثيرا ما اشتكى رئيس الحكومة المغربية من الأشباح والعفاريت ولم يصدقه أحد من الناس، وكأن عبد الإله بنكيران يريد من وراء ذلك إثارة الرعب في نفوس المغاربة فقط، وخلق أعداء افتراضيين، مع العلم أن ظاهرة تربص الأشباح بالسياسيين موجودة في العالم، وخاصة في العالم المتحضر، كما هو الشأن باليابان التي تأخر انتقال رئيس وزرائها، شينزو ابي وزوجته، إلى مقر إقامتهما الرسمي والذي شهد حوادث اغتيال في الماضي. هذا الأمر جدد الحديث عن وجود أشباح في الممرات، إلا أن الحكومة اليابانية نفت علمها بوجود أشباح. ولم ينتقل أبي إلى المقر الرسمي لرئيس الوزراء رغم مرور 5 أشهر منذ توليه السلطة، بحسب تقرير إخباري، ليوم السبت 25 مايو. وذكرت "رويتز" نقلا عن صحيفة "أساهي" ووسائل إعلام أخرى، أنه رداً على سؤال من أحد نواب المعارضة في البرلمان عن الروايات الخاصة بأن مقر إقامة رئيس الوزراء تسكنه الأشباح، أصدرت الحكومة بياناً رسمياً، الجمعة الماضية، قالت فيه إنها لا تعلم بوجود أشباح. وشُيد المقر الرسمي لرئيس الوزراء عام 1929، وشهد عدداً من أعمال التمرد العسكرية، بما في ذلك اغتيال رئيس الوزراء تسويوشي إينوكاي عام 1923، وتتردد منذ فترة طويلة شائعات عن وجود أشباح في المبنى. ولم يقدم أبي تفسيراً لتأخره في الانتقال إلى المقر الرسمي، لكن من الشائع أن يحصل رئيس الوزراء على بعض الوقت قبل انتقاله إلى المقر الرسمي. المهم أن الحكومة اليابانية قالت لشعبها إنها لا تعلم بوجود أشباح، بخلاف حكومتنا التي يمضي بها المضي، فإنها تركت الناس يفركون كفوفهم ويمسحون وجوههم وهم يتخيلون طبيعة هذه الأشباح، وهل هي واحدة أم متعددة الأشكال، هل لها ملمح واحد أم عدة ملامح؟ وما هي المسارات والدروب التي تقطعها وهل تنسل كالريح عبر النوافذ إلى البيوت؟ اسئلة وأخرى كان من المفروض الجواب عنها من طرف بنكيران، الذي كان عليه أن يحدد مكان تواجد الأشباح التي تصارعه، هل في مقر الحكومة أم في إقامته الرسمية التي رفض الالتحاق بها ربما للسبب نفسه؟ رئيس الوزراء الياباني لا يدعي أن سكنه الرسمي مسكون بالأشباح ولكن الناس هي من قالت بذلك، ورغم هذا تطوعت الحكومة لتقول لهم إنها لا تعلم بوجود أشياح، وإن كان اعتقاد المواطنين في اليابان يستند إلى ما سبق وأن شهده المقر الرسمي لرئيس الوزراء من تمردات عسكرية واغتيالات. أما نحن، فنحمد الله فلم نشهد مثل هذا، وإن كان بعض المواطنين يعتقدون أن العفاريت تسكن بعض البيوت، والتي غالبا ما ترجم، حسب اعتقادهم بالأحجار وتصبح مهجورة. وعليه ومن باب التوضيح، فعلى الحكومة المغربية أن تسير على خطى الحكومة اليابانية، تنفي أو تؤكد ما يدعيه صباح مساء قائدها حتى يتسنى لنا الإطلاع على أحوال عفاريت وتماسيح وأشباح السيد بنكيران، ولم لا معرفة مطالبهم بما أن أصواتهم خرساء لا نسمعها، وإذا كانت لديهم مذكرة كتابية فليطلعنا عليها، مع أننا لا نتخيل أن يطالب العفاريت بمقاعد في الحكومة. الخرس يكثر الميل إلى الثرثرة والإطناب، أما الصمت فهو أحد الحدود القصوى للكلام، وبالتالي على رئيس الحكومة أن يلزم شيئا من الصمت في هذا الموضوع بالضبط قبل أن تسكنه العفاريت.