مع اقتراب عيد الفطر، تشهد الأسواق حركية استثنائية، حيث يتدفق المواطنون لاقتناء مستلزمات العيد من ملابس جديدة إلى حلويات تقليدية، إلا أن هذا الزخم يتزامن مع موجة غلاء غير مسبوقة، ما يضع الأسر المغربية أمام معادلة معقدة بين الحفاظ على طقوس العيد وضغوط القدرة الشرائية. في أحد الأسواق الشعبية تحديدا بكراج علال، تبدو الحركة على أشدها، حيث يتنقل المتسوقون بين الأزقة المزدحمة، يساومون التجار في محاولة للظفر بأفضل الأسعار. سعيد، أحد الباعة، يعكس هذا الواقع بقوله: "الطلب مرتفع، لكن الأسعار ارتفعت أيضا بسبب غلاء المواد الأولية نحاول تقديم عروض للتخفيف على الزبائن، لكن الوضع ليس سهلًا على الجميع." على الجانب الآخر، تحاول الأسر التأقلم مع الوضع الاقتصادي الصعب. سعاد، ربة منزل، تعبر عن قلقها قائلة: "اعتدت شراء ملابس جديدة للأطفال كل سنة، لكن هذه المرة اضطررت لشراء الملابس المستعملة من سوق لقريعة، لأن كل شيء أصبح مكلفا." ويبقى للحلويات حضور أساسي في موائد العيد، رغم الارتفاع المسجل في أسعارها. أمينة، صاحبة محل للحلويات التقليدية، تؤكد: "الإقبال لا يزال قويا فالحلويات جزء لا يتجزأ من طقوس العيد، حتى لو اضطر البعض لشراء كميات أقل من المعتاد." وسط هذه الظروف الاقتصادية، تبقى الأسر المغربية مصممة على الاحتفال بالعيد بطرق متكيفة مع الواقع الجديد. وبينما يستمر البحث عن أفضل العروض، يظل العيد مناسبة خاصة تعكس روح الفرح والتضامن، حتى في ظل الضغوط المعيشية المتزايدة.