في خطوة غير مسبوقة التأم عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي بمدينة بن سليمان في مجموعة موحدة للتصدي لأباطرة تجار المخدرات، الذين أضحوا يحتلون ضفاف وادي شراط بمحيط الإقليم، محتمين بأحراش الغابة ومسالكها الوعرة حيث تنشط تجارة الممنوعات بشتى أصنافها. على إثر المعلومات التي توصلت بها مصالح الشرطة القضائية من تجار المخدرات - الذين تم إيقافهم - حول مزوديهم من الوسطاء الذين ما انفكوا يتخذون من الغابة وتضاريسها الوعرة ملجأ ووكرا لترويج المخدرات. فقد فكر مسؤولو الأمن والدرك في تبني خيار مشترك يقضي بمداهمة المكان لاجتثاث الورم من الإقليم، ورغم الإمكانيات البسيطة، فقد أجري تمشيط داخل الغابة أفضى إلى حجز كميات كبيرة من المخدرات بعدما فر مروجوها صوب الوادي مستغلين درايتهم بالمكان ومسالكه، إلا أن إصرار مجموعة المداهمة على إتمام عملها إلى النهاية، أثمر عن إيقاف (صعصع بوزنيقة) الذي دوخ الشرطة والدرك، بعدما كان موضوع مجموعة من مذكرات البحث الوطنية من أجل الاتجار في المخدرات، الذي حجزت بحوزته كميات كبيرة من مخدر الكيف كان ينوي حملها على دراجته النارية، وكان يتحين الفرصة المناسبة لإيصالها إلى أحد الدواوير بمنطقة النوامر بدائرة بوزنيقة. كما تم العثور على كميات كبيرة من الأسلحة البيضاء (سيوف / سواطير..) تبين أنها تستعمل من قبل تجار المخدرات، علما أن غابات الإقليم عرفت مجموعة من جرائم القتل، التي كانت في الغالب جراء تصفية حسابات بين بارونات المخدرات الذين يسخرون لذلك عصابات الدم. وأن هؤلاء كانوا يلاقون هناك دعما قويا من (التجار الصغار/ الشناقة) الذين يمدون مزوديهم بكل الوسائل من أكل وشرب ومعلومات حول تحركات عناصر الدرك الذين يكشفهم زيهم الرسمي أثناء تدخلاتهم. وقد خلف التدخل المشترك لسرية الدرك والشرطة القضائية، بإشراف مباشر من رئيسي المصلحتين، انطباعا واستحسانا من قبل السكان المتاخمين للغابة، الذين أضحوا يخشون دخولها لرعي ماشيتهم. كما أعطى إشارة قوية لبارونات المخدرات لإخلاء المكان تفاديا للمداهمات القوية لجهازين لم يسبق أن نسقا بهذا الشكل للضرب على أيدي مخالفي القانون، مع أن هذا الأخير يخول لضباط الشرطة القضائية للأمن الوطني التوغل خارج المناطق الحضرية استئنافا للأبحاث التي بدأت أطوارها بدائرة نفوذهم بتنسيق مع رجال الدرك الملكي.