نظمت كلية علوم التربية، اليوم الاثنين بالرباط، ندوة دولية تبحث إشكالات ومناهج علوم التربية بالمغرب بهدف تدارس سبل تأسيس وعي حقيقي لتخصص علوم التربية ورسم آفاقه المستقبلية، وذلك بحضور عدد من الأساتذة والطلبة والباحثين. وشكلت هذه الندوة العلمية، التي جاءت في إطار الإحتفاء بالذكرى الأربعين لتأسيس كلية علوم التربية بالرباط، فرصة مواتية للنقاش العلمي الرصين بين مختلف الفاعلين التربويين والمتدخلين، ومنبرا لتسهيل التواصل واستحضار الخبرات الوطنية والدولية في هذا المجال، وأرضية لاستكشاف سبل جديدة للتكوين والبحث في الشأن التربوي الوطني. كما تأتي في سياق ما تطرحه قضايا علوم التربية من إشكالات منهجية وإبستيمولوجية تسائل هويتها أحيانا كمجالات تخصصية، بالنظر إلى تعقد الظاهرة التربوية وما يرتبط بها من أبعاد وعناصر يتحكم فيها ما هو سيكولوجي، وسوسيولوجي، وأنثروبولوجي. وبهذه المناسبة، قال رئيس جامعة محمد الخامس بالنيابة، فريد الباشا، في كلمة له، إن الإحتفاء بالذكرى ال40 لتأسيس كلية علوم التربية يشكل مناسبة للوقوف على المكتسبات التي حققتها المؤسسة، بكل مكوناتها، منوها بانفتاح الكلية على محيطها وللتعاون الدولي الذي أرسته. وسجل الباشا على أن هذا الاحتفاء يعد بمثابة محطة لاستشراف المستقبل خصوصا في ظل التحديات الراهنة والكبرى التي تواجه علوم التربية في سياق التطور في مجال التكنولوجيا الحديثة. من جانبه، قال عميد كلية علوم التربية، عبد اللطيف كداي، إن هذه الذكرى تشكل لحظة للوقوف على الانجازات والادوار الطلائعية التي لعبتها الكلية منذ تأسيسها عن طريق تكريس انخراطها في المشاريع الإصلاحية لمنظومة التعليم الوطنية. وأضاف كداي أن هذه الندوة العلمية جاءت لفتح النقاش بين الباحثين والمهتمين حول ماهية هذه العلوم، والرهانات الوطنية التي باتت مطروحة عليها في الوقت الراهن، مؤكدا أن اللقاء يشكل ورشا معرفيا حول مستقبل التكوين والبحث العلمي في علوم التربية في ظل المستجدات التي يعيشها العالم اليوم. واعتبر ان هذا النقاش يستوجب مشاركة جميع المتدخلين والفاعلين التربويين من أجل بناء مرجعية تكوينية وبحثية وتربوية قادرة على مواكبة التحديات التي تواجه المجتمع في المستقبل، مبرزا أن الجامعات تعد من بين ركائز تنمية المجتمعات، لما تحمله من مشاريع لتكوين الشباب والإجابة على الرهانات والتحديات التي تواجه المجتمع في ظل عولمة التربية والتكوين، وما يطبع السياق الحالي من تطورات على مستوى مجالات التكنولجيا الرقمية. وخلال الجلسة العامة للقاء قدم عبد اللطيف المودن، الأستاذ والباحث في مجال علوم التربية، مداخلة تحت عنوان "علوم التربية بالمغرب الهوية والمسارات"، أكد من خلالها أن التربية هي بمثابة إبداع فني يحفز النبوغ والإبتكار، مشددا على أنها حقل للدراسة والبحث وموضوع للعلم. واعتبر أنها موضوع للتوجهات السياسية الكبرى، رغم أن هويتها ظلت محط مساءلة دائمة، من حيث تحديدها ودلالتها وماهية موضوعاتها وجهازها المفاهمي ومناهجها. يذكر أن الندوة عرفت مناقشة أربعة محاور رئيسية تهم قضايا علوم التربية وأسئلتها في المغرب، والبحث العلمي في علوم التربية: الرهانات والمناهج، وحكامة المؤسسات التربوية، وعلوم التربية وقضايا المجتمع والتنمية.