احتفلت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة بالذكرى الفضية لتأسيسها، وهو احتفال توخت من خلاله تثمين الدور المتميز الذي قامت به على مستوى البحث العلمي وتكوين الطلبة وتأهيل الخبرات وكذا الإشعاع الثقافي، وقد تحقق ذلك بتفاعل وثيق مع الجهة المحتضنة والتي بقدر ما استفادت من تلك التجربة وذلك العطاء ، فقد عرفت تحولات وتطورات هامة عملت الكلية على رصد العديد من جوانبها وقضاياها من خلال ما نظمته من ندوات وأيام دراسية وملتقيات علمية ومشاريع بحث متنوعة. وترسيخا لهذا الدور الذي قامت به الكلية على مدى ربع قرن نظمت ندوة وطنية تحت عنوان «دكالة عبدة: مقومات متكاملة» من أجل جهوية فاعلة أيام1-2-3 دجنبر2010 بمشاركة نخبة من الفاعلين والباحثين والأساتذة والمهتمين بقضايا الجامعة باعتبارها مكونا يسهم في بناء المجتمع من خلال اهتمامها بإعداد الشباب للاندماج في الحياة العامة وتنمية المهارات، ومن خلال انفتاحها على محيطها السوسيو اقتصادي كما نصت على ذلك مجموعة من بنود الميثاق الوطني للتربية والتكوين وقانون 01.00 للتعليم العالي. خاصة وأن رهان التنمية يتطلب تجميع و تجنيد جميع المقومات المادية والروحية دون إغفال للعنصر البشري الذي يشكل الدعامة الأساسية لأي مشروع تنموي. وقد أتاح هذا اللقاء العلمي فرصة للنقاش و تعميق البحث حول مختلف الإمكانات والمؤهلات الطبيعية والبشرية والحضارية والثقافية والدينية التي تتوفر عليها جهة دكالة عبدة، وحول دور جامعة شعيب الدكالي عموما وكلية الآداب خصوصا منذ إنشائها إلى الآن في دعم وتوجيه المكونات التنموية بمختلف مناطق الجهة ، وحول مدى استعدادها وقدرتها مستقبلا على الانخراط في إستراتيجية التنمية في إطار الجهوية الموسعة المتقدمة والمتدرجة. تلك هي الإشكالات الكبرى التي حاولت مختلف محاور هذه الندوة إثارتها ومعالجتها، من خلال محاضرة بعنوان: دعامات راسخة للتنمية المستدامة واستشراف جهوية نموذجية، والتي تم التركيز فيها على إبراز مختلف مؤهلات جهة دكالة عبدة وقدرتها على رفع تحدي التنافسية على المستوى الوطني في مختلف القطاعات، وخاصة قطاع الفلاحة والصناعة والصيد البحري. وتميزت الجلسات العلمية بمناقشة قضايا في الجهوية المحلية، التاريخ والتراث، التنمية و السياحة والمجال، دكالة عبدة في الكتابات الأدبية، الإشعاع العلمي بدكالة عبدة، قام بتنشيطها سبعة وعشرون باحثا من سبع مدن مغربية، ومن بين الاستنتاجات نجد: أ دور الإستراتيجية الجهوية كخيار أساسي وحاسم لتحقيق التنمية الشمولية. ب ضرورة مساهمة الجامعة باعتبارها أداة فاعلة في التنمية الجهوية ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، من خلال إنجاز البحوث والدراسات والمشاريع بالمجالات الحيوية المرتبطة بمختلف المكونات التي تشتمل عليها جهة دكالة عبدة، من فضاءات طبيعية وتراثية ومعمارية وثقافية وسياحية و فرجوية و مهنية.ج العمل على الترشيد والتدبير العقلاني للموارد الطبيعية والمائية للجهة وتطويرها حتى تتماشى والرهانات المستقبلية للجهة. د التأريخ للجهة في الكتابات التاريخية والأدبية لإبراز الهوية والشخصية الأدبية والثقافية لجهة دكالة عبدة وما أبدعته من تراث ديني و فكري وشعبي . وتمت أيضا جلسة سادسة كانت عبارة عن مائدة مستديرة خصصت لمناقشة الدور الذي يقوم به الإعلام في التنمية الجهوية بحضور ومساهمة ممثلي بعض الصحف الوطنية و الجهوية، بحيث أكد الجميع على الدور الطليعي الذي تقوم به وسائل الإعلام وخاصة المكتوبة، سواء في التعريف بالجهة وبرجالاتها وأعلامها، أو بمؤهلاتها السياحية والثقافية الأثرية منها والعمرانية، وعلى مدى مواكبتها للأحداث والتطورات التي تعرفها وتعيشها المنطقة على كافة المستويات والجوانب، فضلا عن المشاكل والعراقيل التي تواجهها الصحافة الجهوية وخاصة على مستوى البحث عن الخبر وتوثيقه وسبل نشره وإذاعته وتميزت الجلسة الختامية بكلمة عميد كلية الأدب والعلوم الإنسانية الأستاذ عبد الواحد مبروك الذي أكد على أن الإشكالات والتحديات التي تواجه الجميع (جامعة ومحيطا وإعلاما) تكشف بجلاء أن النهوض بالجهة يبقى رهينا بنهج خطة جادة، وتوفر إرادة جماعية لجميع الفاعلين، من سلطة وجماعات محلية و جامعة ومجتمع مدني وفاعلين اقتصاديين واجتماعيين. كما تم تكريم مجموعة من الأساتذة والباحثين.