أكد الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، يوم أمس الخميس، أن الحكومة معبأة بغية توفير الماء بشكل "معقول وعاجل" لجميع المواطنين أينما وجدوا، دون إغفال الالتزامات بتوفير المياه بشكل كافي للأحواض السقوية ولا سيما لتفادي الوقوع في مشاكل تقليص المساحة المزروعة وتلك المرتبطة بالإنتاج الفلاحي. وفي هذا الإطار، قال مصطفى العيسات خبير في التنمية المستدامة والمناخ، في تصريح ل"رسالة24″ إن المغرب كان بإمكانه خلال العشر سنوات السابقة تسريع وتيرة بناء السدود، وكذلك مشروع ربط الأحواض المائية ما بين أحواض شمال المملكة والوسط، وجنوب المملكة. مشيرا أن المغرب يزخر بأنهار مهمة خاصة بشمال المملكة، والمتمثلة في "نهر ملوية، لوكوس…" حيث تتجمع التساقطات المطرية بمليارات المتر الكيب، فيما يصب جزء منها نحو البحر مما يسبب هدرا كبيرا للماء، في الوقت الذي يعيش المغرب أزمة مائية. وأوضح الخبير في التنمية المستدامة والمناخ، أن تقنيات تحويل المياه من حوض "اللكوس وسبو" إلى أبي رقراق لتزويد جهة الدارالبيضاء والرباط بالماء الصالح للشرب وسقي المزروعات سيشكل التوزيع العادل للمياه أو ما يصطلح عليه العدالة المجالية المائية، مؤكدا في السياق ذاته، أن المغرب تأخر كثيرا في تطبيق هذه السياسة منذ عهد الحكومة السابقة التي لم تستشعر إستشرافات الخبراء، بأن المغرب مهدد في ظل التقلبات المناخية بسنوات من الجفاف. وأضاف مصطفى العيسات، أن ترأس صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لجنة الحكومة وباقي القطاعات المرتبطة بقطاع الماء كوزارة التجهيز والماء، والإنتاج الطاقي والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، من أجل تتبع تنزيل هذه الأوراش في أربع محاور أساسية، والمتمثلة في 20 سد كبير لرفع المخزون المائي للمملكة في غضون الأربع سنوات المقبلة إلى مستوى 6 مليار متر كيب، والمحور الثانية مرتبطة بإنجاز محطات لتحلية مياه البحر التي تطلبت سابقا موارد مالية مرتفعة جدا، ولهذا تم تخصيص 143 مليار درهم لكي تنعم المدن ك"الدارالبيضاء، أسفي، العيون ،الجديدة، الداخلةالناظور طنجة…" بمحطات لتحلية مياه البحر لتزود الساكنة بالماء الصالح للشرب وأيضا القطاع الفلاحي كما انطلقت في هذا المجال محطة أكادير التي تزود اليوم أكبر المناطق الزراعية بالمغرب والتي تهتم بزراعة الخضر والفواكه، ولهذا فانضمام العيونوالداخلة ومجموعة من المدن سينوع المناطق الزراعية بالمغرب ويحقق العدالة المائية المجالية في هذه المناطق. يذكر أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ترأس يوم الثلاثاء المنصرم، جلسة عمل خصصت لتتبع البرنامج الوطني للتزود بالماء الصالح للشرب ومياه السقي 2020-2027، حيث أعطى تعليماته السامية لتسريع مشروع الربط بين الأحواض المائية لسبو وأبي رقراق وأم الربيع، يتم حاليا إنجاز الشطر الاستعجالي لهذا الربط على طول 67 كلم، برمجة سدود جديدة، وتحيين تكاليف حوالي 20 سدا يتوقع إنجازها، والتي ستمكن من الرفع من قدرة التخزين ب 6.6 مليار متر مكعب من المياه العذبة، إلى جانب تسريع مشاريع تعبئة المياه غير التقليدية، من خلال برمجة محطات لتحلية مياه البحر، والرفع من حجم إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، وأيضا تعزيز التزود بالماء الصالح للشرب في العالم القروي، من خلال توسيع التغطية لتشمل المزيد من الدواوير وتعزيز الموارد اللوجستية والبشرية المعبأة.