عرف المغرب هذه السنة تغيرات مناخية غير مسبوقة، فمنذ شهر يوليوز يسجل المغرب درجات حرارة مرتفعة، أدت إلى إندلاع الحرائق في بعض الغابات، إلى جانب تفعيل حالة الطوارئ المائية التي أعلن عنها المغرب، بسبب الجفاف الذي تشهده البلاد، كل هذه العوامل تجعلنا نطرح سؤالا جوهريا مفاده، هل سيعيش المغرب ازمة مناخية؟ وفي هذا الإطار، قال محمد بنعبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، والمتخصص في الهندسة البيئية، ل رسالة24″، أن المغرب يعيش حالة طوارئ مناخية، بسبب التحول البيئي، لأن درجات الحرارة المرتفعة التي عاشها المغرب خلال شهر يوليوز غير طبيعية، فقد تراوحت بين 45 و49 في جميع مناطق المملكة، وهذا راجع لتغير المناخ بسبب العوامل البشرية. أكد بنعبو، أن تداعيات التغيرات المناخية على المغرب برزت منذ عقود، أي ما قبل العصر الصناعي أو الثورة الصناعية، متجلية في بنية التنشئة التي لم تكن بنفس الحجم الوارد المتواجدة حاليا، وهذا ما أقرته هيئة المناخ التي أسست سنة 1988، والتي أكدت في أول تقرير لها أن السبب الرئيسي لهذا التغير المناخي هو انبعاث الغازات الدافئة التي أدت لتغير المناخ سنة تلوى الأخرى، وبالتالي نجم عن ذلك الاحتباس الحراري، الذي أدى حسب الخبير المناخي، إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، وهذا ما يقع بالمغرب وبجميع الدول الإفريقيا وبالشرق الأوسط وكذلك حوض البحر الأبيض المتوسط. إلى جانب ذلك، فالتقرير الذي أصدرته هيئة المناخ أبان على أن المغرب يعيش ظاهرة تغيرات مناخية استثنائية بخلاف ما يقع في أوروبا والقطب الشمالي، الذي عرف في الآونة الأخيرة إنصهارات لكتل جليدية كبرى سواء بسويسرا وإيطاليا وغيرها…. وأوضح المتحدث ذاته، أن الخزان المائي لهذه الدول يضمن الأمن الغذائي لها طيلة العقود المقبلة، وبسبب انصهار الكتل الجليدية تضمحل معها آمال الأمن المائي والغذائي بهذه المناطق. أما بخصوص المغرب، قال الخبير في المناخ، أن المغرب متواجد بالبحر الأبيض المتوسط، ولهذا ما يقع بالمغرب ينطبق على مجموعة من دول الحوض، فالجفاف الذي يعيشه المغرب تعيشه الدول المجاورة للمغرب ك"فرنسا، إسبانيا، البرتغال، إيطاليا". وفي سياق حديثه، لفت بنعبو، إلى ظاهرة مناخية خطيرة يعيشها المغرب، وهي الجفاف الحاد الذي تعرفه الأنهار، وخير مثال نهر ملوية، الذي انقطعت الصلة بينه وبين البحر الأبيض المتوسط منذ السنة الماضية، إضافة إلى نهر أم الربيع، إلى جانب مجموعة من الأنهار في ظل حالة الطوارئ المائية، ويعزو المتحدث ذاته، سبب هذا الجفاف للعامل البشري الذي يزيد من الطينة بلة، بسبب التلوث الذي تشهده هذه الأنهار وخير مثال "واد النفيفيخ" المتواجد بالمحمدية والذي عرف استنزافا قويا للفرشة المائية التي أدت إلى نفوق أنواع عديدة من الأسماك. وفي هذا الإطار يؤكد خبير المناخ أن المغرب عاش خلال السنوات الخمس الماضية حالة جفاف حادة بسبب ندرة المياه، وهذا يؤكد أن المغرب يعيش ظاهرة تغير المناخ بإمتياز، خصوصا وأنه عاش ظواهر أخرى من قبيل حرائق الغابات، التي أجهزت على ما يفوق 10 آلاف هكتار، إضافة إلى الفياضانات التي شهدتها بعض المناطق مثل "أوريكا، آيت ورير، وغيرها…" ولهذا يجب تسريع الإجراءات المتعلقة بالاستعداد القبلي للكوارث الناجمة عن التغيرات المناخية، تخفيفا لما يترتب عنها من آثار. وفي موضوع متصل، أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية،في تقرير لها، أن ارتفاع درجات الحرارة العالمية لكوكب الأرض (1,1+ درجة مئوية منذ العصر ما قبل الصناعي)، وتفاقم وتواتر موجات الحرارة والجفاف،"مزيج قاتل أدى بالفعل إلى تزايد الظروف المواتية لنشوب النيران في أجزاء كثيرة من العالم"، مضيفا أن هذا هو الحال بشكل خاص في جنوب أوروبا وشمال أوراسيا والولايات المتحدة وأستراليا والأمازون، ولكن أيضاً في مناطق عُرفت عموما ببرودة طقسها مثل سيبيريا وكندا.