انخفض سعر عباد الشمس في السوق الدولية، مما انعكس بشكل جزئي على أسعار زيوت المائدة بالمغرب، حيث أعلنت شركات المخصصة في هذا المنتج أنه سيتم خفض زيت المائدة المصنع من عباد الشمس ب15 بالمئة، فيما انخفض سعر الزيوت النباتية في العالم حسب منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" ب19 بالمئة، وفي هذا الصدد أفاد محمد جذري محلل اقتصادي، ل "رسالة24" أن الانخفاض الملحوظ في بعض المواد الأولية في الآونة الأخيرة مرده انخفاض الطلب العالمي على مجموعة من المواد، بالإضافة، إلى الانخفاض النسبي في أسعار المحروقات التي تؤثر بشكل مباشر على تكلفة الإنتاج، كما عادت بعض المواد الأولية كالحبوب، لسعرها إلى ما قبل فبراير الماضي، وفي حال لم يرتفع ثمن هذه المواد في الأشهر القليلة القادمة، يمكن للتضخم الذي يعيشه المغرب أن يتراجع نسبيا، ونسجل آنذاك مجموعة من الانخفاضات في بعض المواد الاستهلاكية. وأوضح المتحدث أن المغرب يستورد أكثر من 98 بالمئة من الزيوت النباتية من السوق الدولية، وبالتالي، فإن أسعار البيع النهائي للمستهلك المحلي تبقى رهينة لهذه المعادلة صعودا و نزولا، كما هو الحال اليوم، حيث سجل المغرب تراجعا في أسعار الزيوت النباتية جراء انخفاضها على المستوى العالمي. وبخصوص أسعار المنتجات الفلاحية يعزي المحلل الاقتصادي أسباب هذا التراجع الطفيف في الثمن إلى الجفاف الهيكلي الذي أصبح يعاني منه المغرب، و بالتالي، فإن المنتجات الفلاحية تبقى رهينة للتقلبات المناخية، مشيرا إلى أن المغرب قام بمبادرة إستباقية لمحاربة الجفاف إذ بدأ منذ مدة غير قريبة بمشاريع تحلية مياه البحر على امتداد جهات المملكة، لكن، هذه المشاريع يلزمها بعض الوقت. وفي حال طال الموسم الفلاحي الجفاف فإن البلاد سوف تعيش أزمة مياه غير مسبوقة، خصوصا على المستوى الفلاحي الذي يستهلك أكثر من 88بالمئة من مياه المملكة، وبالتالي، سنكون أمام معضلتين أساسيتين، الأولى، كيفية توفير المنتجات الفلاحية للمستهلكين المحليين في الأسواق الوطنية، والثانية، بأي سعر سيتم بيع هذه المنتوجات، خصوصا، لدى قطاع مزدحم بالمضاربين والوسطاء الذين يستغلون مثل هذه الأزمات. وفي موضوع متصل، أفادت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" بأن لأسعار الزيوت النباتية بنسبة انخفضت إلى 19.2 في المائة في يوليو، مقارنة بمستواه في يونيو، وهو أدنى مستوى له منذ 10 أشهر، كما انخفضت الأسعار الدولية لجميع أنواع الزيوت، مع تراجع أسعار زيت النخيل بفعل توقعات بإتاحة كميات وافرة للتصدير من إندونيسيا، وأسعار زيت بذور اللفت التي استجابت لتوقعات بإمدادات وافرة من المحاصيل الجديدة، وانخفاض أسعار زيت الصويا بسبب التباطؤ المطول للطلب. وقد تراجعت أسعار زيت دوار الشمس بشكل ملحوظ أيضا وسط انخفاض الطلب العالمي على الواردات بالرغم من استمرار انعدام اليقين على الصعيد اللوجيستكي في منطقة البحر الأسود. كما أسهم انخفاض أسعار الزيوت الخام في خفض قيم الزيوت النباتية، وفق تقرير المنظمة ذاتها.