بعدما تم اكتشاف جمجمة أقدم إنسان عاقل على وجه الأرض حتى الآن، والتي تعود إلى أكثر من 300 ألف عام بجبل ايغود باليوسفية، اكتشف باحثون ألمان ومغاربة في علم الآثار أمس الخميس اكتشافا علميا مبهرا، مغزاه أن أقدم من اكتشف وصنع اللباس حتى الآن في تاريخ البشرية هم المغاربة. وحسب ما أفادت مصادر إعلامية قريبة أنه تم إجراء " دراسة علمية لفك لغز أدوات حادة وجدت قبل سنوات في كهف في بلدة الهرهورة، جنوب العاصمة الرباط، يعود تاريخها إلى ما قبل 120 ألف سنة، إذ قال علماء آثار ألمان إن أول من ابتكر اللباس هم المغاربة الأولون، وإنهم استعملوا تلك الأدوات لسلخ الجلد بغية استعماله، وليس للأكل فقط، وأن الكهف يضم أقدم دليل، حتى الآن، على مصدر صناعة اللباس في العالم." وبهذا الخصوص، قالت عالمة الآثار التطورية الألمانية إميلي هاليت، من معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في ألمانيا، والمؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة في موقع المعهد "نفترض أن الملابس كانت جزءا لا يتجزأ من توسع جنسنا البشري"، حيث وجد العلماء 62 أداة مصنوعة من عظام الحيوانات، وحددوا أيضا علامات على عظام ثلاثة أنواع صغيرة من الحيوانات آكلة اللحوم (الثعلب وابن آوى والقطط البرية)، مما يشير، بحسب العلماء، إلى أنه تم سلخها بحثا عن الفراء وليس لأكلها. وإلى حين اكتشاف المزيد عن تاريخ هذه العظام المستعملة، لفت العلماء إلى أن أقدم الأدلة على ملابس الإنسان العاقل عبارة عن إبر عظمية عمرها حوالي 45.000-40.000 سنة تم اكتشافها في سيبيريا. غير أن العلماء يعتقدون أن جنسنا البشري بدأ في صنع الملابس قبل آلاف السنين من تاريخ القطع الأثرية المكتشفة في الهرهورة، على الرغم من عدم وجود أدلة أثرية.