تستعد العاصمة العلمية خلال الفترة الممتدة ما بين 13 و 21 من شهر يونيو المقبل لاستضافة النسخة 20 من مهرجانها للموسيقى العالمية العريقة حيث ستشكل مدينة فاس و كعادتها كل سنة قبلة لاستقبال عشاق الموسيقى الروحية من مختلف أنحاء العالم و فضاءا لألمع نجوم الموسيقى العالمية العريقة من مختلف القارات، يختلفون في العادات والمعتقدات، لكن توحد بينهم الموسيقى والإبداع الفني. و تسعى هذه التظاهرة الثقافية و الفنية التي تسهر على تنظيمها مؤسسة" روح فاس" إلى نسج ثقافة التسامح والتعايش بين الحضارات والديانات المختلفة ،و تلاقح الأفكار والثقافات بين المشرق والمغرب عن طريق الموسيقى العريقة و التقريب بين الشعوب و يشكل المهرجان رحلة ساحرة نحو فضاء الإبداعات الموسيقية والإيقاعية التي أنتجتها مختلف الثقافات والشعوب منذ القدم . و أوضح فوزي الصقلي، المدير العام للمهرجان،في ندوة عقدتها اللجنة المنظمة أول أمس بمدينة الدارالبيضاء أن شعار الدورة 20 للمهرجان " منطق الطير .. عندما تسافر الثقافات " يطرح مجموعة من القضايا التي تتعلق بمغامرة الإنسان في علاقته بالآخر والتأثير المتبادل بينه وبين هذا الآخر وكذا في سفر الثقافات و ترحالها، مشيرا إلى أن دورة هذه السنة ستجوب مختلف الفضاءات الموسيقية والإيقاعية التي أبدعتها ثقافات العالم منذ فجر التاريخ "، مضيفا إن هذه المغامرة تختزل في العمق تاريخ الإنسانية باعتبارها رحلة لاقتفاء أثر المعنى وروح القيم في تعدد اللغات والثقافات واختلافات التأويل وتنوع الرؤى حول ماهية الكون، وحسب فوزي الصقلي فإن الحوار بين الثقافات ليس " غاية في حد ذاته " ولكنه جهد وعلم متواصل ومتحرك تصبح خلاله كل ثقافة مطالبة بالتطور والتحول ومواجهة ذاتها والبحث عن الإضافات التي تختزلها والقيم التي تحملها حتى تستطيع أن تحقق كونيتها وأشار فوزي الصقلي أن برنامج هذه السنة سيكون غنيا و متنوعا حيث ستتميز دورة هذه السنة بمشاركة العديد من الرموز الفنية العالمية والموسيقيين الرواد الذين سيحيون سهرات فنية بمجموعة من الفضاءات التاريخية بالمدينة العتيقة كباب المكينة ودار عديل ودار المقري ودار التازي وغيرها من الساحات والفضاءات التي دأبت على احتضان أمسيات و حفلات المهرجان الفنية. ومن بين الفنانين الذين سيؤثثون هذه الفضاءات الفنان العراقي كاظم الساهر و"لوزميلا كاربيو "من بوليفيا،"روبيرطو ألاغنا" من فرنسا،"مجموعة أطلان "من إيرلاندا، و المالية رقية تراوري، إضافة إلى مجموعات موسيقية من هنغاريا وكازاخستان وأوزبكستان وغيرها، وستكرم هذا الدورة، المناضل نلسون مانديلا كرمز للنضال ضد الميز والتفرقة وكل ما يخدش إنسانية الإنسان و ذلك من خلال مجموعة من العروض الفنية والسهرات الموسيقية من بينها العرض الفني الذي ينتظره عشاق الموسيقى العريقة والذي سيجمع يوم 15 يونيو بين فنانين عملاقين هما رائد الموسيقى الشعبية في السينغال "يوسو ندور" و"جوني كليغ" بفضاء "باب المكينة" التاريخي. وإلى جانب السهرات الموسيقية سيتم تكريم روح الزعيم مانديلا من خلال مجموعة من اللقاءات والندوات التي ستقام في إطار منتدى فاس"روح للعولمة " والتي ستتمحور حول شخصيته باعتباره رمزا للنضال استطاع بصبره أن يقود شعب جنوب إفريقيا للقضاء على سياسة الميز العنصري وسيكون العرض الافتتاحي للمهرجان عبارة عن حفل فني يتخذ من شعار هذه الدورة " منطق الطير .. عندما تسافر الثقافات " موضوعا له بينما سيعرف الحفل الختامي تنظيم سهرتين موسيقيتين الأولى بمتحف البطحاء لكل من رازا خان من الهند وكومبان منت إيلي ورقان من موريتانيا، في حين سيحيي السهرة الثانية التي ستقام بفضاء باب المكينة الفنان الأمريكي بودي غي ليجوند . وتجدر الإشارة أن دورة السنة الماضية للمهرجان، التي نظمت احتفت بالثقافة الأندلسية التي استطاعت خلال أزيد من ثمانية قرون أن تجسد التلاقح الكبير بين مختلف الثقافات خاصة الأمازيغية والعربية والأيبيرية والرومانية وأن تشكل جسرا بين ثقافات الشرق والغرب . وعرفت مشاركة العديد من الأسماء الفنية العالمية التي قدمت عروضها الفنية بمختلف فضاءات مدينة فاس أمثال باكو دي لوسيا وباتي سميت وأصالة نصري وبانديت شيام سوندر وغيرهم.