أفادت السلطات المحلية لعمالة تطوان، أن تساقطات مطرية مهمة، بلغت 100 ملم ما بين السابعة صباحا والرابعة بعد الزوال من يومه الاثنين، 1 مارس الجاري، سجلت بمدينة تطوان، مما أدى إلى ارتفاع منسوب بعض المجاري المائية، وتسجيل فيضانات بمجموعة من قنوات الصرف، نجمت عنها العديد من الخسائر المادية، ودون أن تخلف ولله الحمد أي إصابات بشرية حسب السلطات المحلية ذاتها. وأوضح المصدر نفسه، في هذا الصدد، أنه تم تسجيل تسرب مياه الأمطار لما يناهز 275 منزلا بمجموعة من أحياء المدينة، خاصة الأحياء المنخفضة منها، فيما جرفت التدفقات الفيضانية 11 سيارة خفيفة كانت مستوقفة بعدد من الشوارع. كما أدت التساقطات الغزيرة، إلى الانهيار الجزئي للجدران الخارجية لبعض المؤسسات والمرافق، وغمر بعض المقاطع الطرقية بالمياه، مع ما رافق ذلك من اضطراب أو توقف لحركة السير بعدد من المحاور والمسارات الطرقية. وعملت السلطات العمومية لدى عمالة الإقليم، إلى تعبئة كافة الموارد البشرية واللوجستيكية الضرورية، من أجل مواجهة هذه الوضعية، والتخفيف من تأثير هذه الفيضانات، والحفاظ على سلامة وممتلكات المواطنين، والتدخل الفوري من أجل إعادة انسيابية حركة السير بالمحاور المقطوعة. إلى ذلك، فقد أكدت الساكنة، أن أحياء وشوارع وأزقة الحمامة البيضاء، قد تحولت مع هطول أولى القطرات المطرية وخلال ساعات معدودة من "الإثنين الأسود" ، خصوصا بالأحياء العشوائية والهامشية، إلى برك مائية متناثرة، حيث بدأت بعض جوانب الطرقات المشيدة حديثا تتهاوى بسبب السيول، حيث تم وضع حواجز واقية حول بعض الحفر المتواجدة على جنبات الطريق، لتحذير مستعمليها من خطر المرور بالقرب منها. وأصبحت الكثير من المنازل والمحال التجارية والمؤسسات العمومية محاصرة بالبرك المائية، كما أن البنيات التحتية التي دامت الأشغال بها لسنوات، وأنفقت عليها الدولة الملايير من جيوب دافعي الضرائب، لم تقو على مقاومة الميليمترات الأولى المتساقطة للأمطار، كما عرفت الممرات تحت أرضية الحديثة التشييد، تجمعا هائلا للمياه داخلها، بعدما غمرتها من كل جانب بسبب انسداد قنوات تصريف المياه التي لم تقوى على مواجهة السيول التي حملتها مياه الأمطار التي عرت وبشكل فاضح البنية التحتية الهشة للمدينة، حيث اضطرت السلطات المختصة في السير والجولان إلى إغلاقها في وجه المرور لعدة ساعات من أجل فسح المجال لتدخل فرق الصيانة لإفراغها من كميات المياه الهائلة التي غمرتها بالكامل مكونة بركا عميقة وسطها في كلا الاتجاهين. ووجهت الساكنة المتضررة خاصة بأحياء عين ملول، سانية الرمل، الرمانة، سيدي طلحة، الحزام الاخضر، كويلمة، جبل درسة، جامع مزواق وغيرها، فضلا عن الطريق الدائري للمدينة الحديث التدشين، انتقادات شديدة، ولوما مباشرا للمسؤولين المحليين بالجماعة الحضرية التي يديرها "البيجيدي" محملينهم مسؤولية هذه الفضيحة، مطالبين منهم بضرورة التعامل بجدية مع مشكل الفيضانات الذي يتجدد كلما تهاطلت على أحيائهم قطرات من الأمطار، كما جدد سكان الأحياء العشوائية والهامشية نداءات التعجيل بخلق مشاريع عاجلة لإعادة هيكلة هذه الأحياء، وتوفير التجهيزات الضرورية والحاجيات اللائقة لساكنتها وحماية سلامتها وأرواحها وممتلكاتها.