مباشرة بعد تساقط أولى الزخات المطرية التي شهدتها المدينة خلال الليلة الماضية، حتى تحولت شوارع وأزقة مقاطعة بني مكادة بطنجة، خصوصا بالأحياء العشوائية والهامشية، إلى برك مائية متناثرة، حيث بدأت بعض جوانب الطرقات المشيدة حديثا والوديان المكشوفة التي تخترق بعض الاحياء الشعبية خاصة بنمطقة بوحوت بالعوامة تتهاوى بسبب الأمطار. وأصبحت الكثير من المنازل والمحال التجارية محاصرة بالسيول المائية، كما أن البنيات التحتية التي دامت الأشغال بها لسنوات وأنفقت عليها الدولة الملايير من جيوب دافعي الضرائب، لم تقو على مقاومة الميليمترات الأولى المتساقطة للأمطار، إذ تم وضع حواجز واقية حول بعض الحفر المتواجدة على جنبات الطرقات، لتحذير مستعملي تلك الطريق من خطر المرور بالقرب منها، بعدما غمرتها المياه، بسبب انسداد قنوات تصريف المياه العادمة التي لم تقوى على مواجهة السيول التي حملتها الأمطار التي شهدتها المدينة في أقل من ربع ساعة. ومن أجل تجاوز هذه الأوضاع، وتحرير الساكنة المحاصرة منازلها بالمياه، تدخلت فعاليات مدنية بشكل تطوعي، وقامت بوضع الحواجز بالأكياس الرملية والخشبية البدائية وسط الطرقات التي غمرتها السيول السطحية الجارفة، للتقليل من سرعة تدفق المياه التي علا منسوبها القدرة الاستيعابية لواد بوحوت، بسبب انسداده وانغلاق القنوات والبالوعات الملحقة به نتيجة التلوث وعدم تنقيته بشكل دوري، من النفايات والأجسام الصلبة العالقة فيه، التي تعيق تدفق المياه على طوله بشكل انسيابي. إلى ذلك، فقد تم بتنسيق مع جمعية أمل بوحوت للتنمية البشرية، تدخل فرق الصيانة لشركة أمانديس المكلفة بالتطهير لإفراغ الشوارع وقنوات الصرف الصحي المغلقة من كميات المياه الهائلة التي غمرتها بالكامل، مكونة بركا عميقة وسطها في كلا الاتجاهين، وتنظيف مجرى الواد من الأشياء الصلبة العالقة فيه، إذ بدا المشهد في العديد من أحياء المقاطعة المذكورة التي يديرها حزب العدالة والتنمية، طيلة ساعات الليلة الماضية – حسب فعاليات مدنية محلية – أشبه بسيناريوهات سابقة مرعبة، عاشتها المدينة خلال سنوات الثمانينات من القرن الماضي، بسبب الفيضانات التي عرت وبشكل فاضح الاوراش “المغشوشة” بسبب عدم المراقبة، والبنية التحتية الهشة لبني مكادة التي تعتبر أكبر مقاطعة ترابية بالمغرب، بمدينة استراتيجية توصف بأنها قاطرة التنمية في المملكة، ومنطلق مشروع “طنجة الكبرى”، الذي يتضمن في أحد جوانبه حماية ووقاية المدينة من الفيضانات. ووجهت ساكنة المنطقة المتضررة، انتقادات شديدة اللهجة، ولوما مباشرا للمسؤولين المحليين بمقاطعة بني مكادة، محملينهم مسؤولية هذه الفضيحة، مطالبين منهم بضرورة التعامل بجدية مع هذه المشكل الهيكلية التي تتجدد كلما تهاطلت على أحيائهم قطرات يسيرة من الأمطار. كما جددت ساكنة الأحياء الهامشية في ذات الوقت، والتي سبق لها وأن نظمت عدة وقفات احتجاجية أمام مقر المقاطعة المذكورة بشارع القدس، لتغطية واد بوحوت المكشوف الذي يخترق عدة أحياء سكنية، (جددت)، نداءات التعجيل بخلق مشاريع تنموية عاجلة لإعادة هيكلة هذه الأحياء وتوفير الحاجيات اللائقة للعيش الكريم، لتجاوز هكذا أوضاع غير مقبولة وغير لائقة في مغرب القرن 21. http://rissala24.info/wp-content/uploads/2020/05/WhatsApp-Video-2020-05-14-at-13.30.01.mp4 http://rissala24.info/wp-content/uploads/2020/05/WhatsApp-Video-2020-05-14-at-13.30.00.mp4