"ملكنا خط أحمر"، جملة تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي الأيام السابقة بعد تطاول قناة جزائرية على الملك محمد السادس، مما أثار استياء الشعب المغربي الذي توحد في عدم نشر مقطع السخرية. وبخصوص هذا الموضوع، قال حفيظ أدمينو أستاذ القانون العام، من خلال البرنامج التلفزيوني المسيء لشخصية المغرب، تتضح أشكال التعبير من خلال مجموعة من الوسائط التي تطرح إشكالات أخلاقية، في مثل هذه البرامج التلفزيونية حيث تم إلغاء هذا النوع من البرامج التي تمس بسمعة وسيادة النخبة السياسية، وأيضا لها تأثير على توجيه اختيارات الرأي العام. يضيف المتحدث في تصريح "لرسالة24″، أن القانون المغربي متطور جدا فيما يتعلق بالصحافة والنشر، إذ يجرم كل مساس بالسفراء والسياسيين وكذا رؤساء وقياد دول أخرى بهذا المستوى، بقدر ما هو عبارة عن توجه نحو تنفيس نفسي، وما قامت به الفناة الجزائرية ماهو إلا محاولة لنيل من رموز المغرب لسبب انتصارات سجلها هذا الأخير يوما بعد يوم. كما أن التدابير التي اتخذها المغرب والسياسات الاجتماعية المهمة جدا، إذ تعكس حياة المواطنين، وكان آخرها بدون شك القانون المتعلق بإطار الحماية الاجتماعية،هي كلها سياسات و برامج تثير خنق النخبة الجزائرية العسكرية الحاكمة ووسائلها الإعلامية، ولهذا فالرد عن أشكال المساس برموز البلد، هو زيادة النجاحات التي حققها المغرب على جميع الأصعدة. وفي نفس السياق يرى محمد بودن أكاديمي ومحلل سياسي، أن هذا التطاول لا يثبت وجودهم، فقد جاءت رسالة المغاربة قوية وموحدة ومثلجة للصدر، للمحتوى المنحط الذي بثته القناة وسيظل وصمة عار في تاريخها ولا يمكن تبنيه ولا التصفيق له من طرف أي مواطن جزائري عاقل ومطلع على حقائق الأمور. يشير بودن، فبمنطق الحرية لا يمكن الزج بنشطاء ومدونين ينتقدون النظام الجزائري على شبكات التواصل الاجتماعي في السجون والسماح بعمل تنعدم فيه الأخلاق في حق رمز بلد جار. أما بمنطق الضمير الإنساني والقيم المهنية، فإن هذا العمل يمثل تعمدا لإهدار الرسالة الإعلامية النبيلة، وإذا استمرت السلطات الجزائرية صامتة على ما حصل فإن هذا يعني رضاها وتشجيعها على هذه الأعمال، ومن البديهي أن هذا يتنافى مع منطق الدولة، و يؤكد بالملموس أن الملك محمد السادس أتعب خصومه بالريادة، ورفع الإيقاع عاليا دبلوماسيا وميدانيا و اقتصاديا… وفي نفس السياق يؤكد المتحدث ذاته، أن بالجزائر لا يليق بها أن تصمت على إعلام أصبح سجله حافل بالأخبار الكاذبة وقد يرتبط اسمه في المستقبل بكل افتراء بعدما سقط أخلاقيا من علو شاهق بكل ما يخفيه من حنق وكمد على المغرب وانتصاراته، ومن الناحية النظرية يمكن انتظار اعتذار قناة الشروق عن فعلتها كما فعلت سابقا واعتذرت في أبريل الماضي عن الحلقة الثالثة من السلسلة الفكاهية "دار العجب" التي أساءت للرئيس التونسي "قيس سعيد" لكن عمليا هل القناة تملك قرارها؟…وهل لدى صناع خطها التحريري وجهة نظر بعيدة عن تسميم وتخريب العلاقات المغربية الجزائرية ؟ ومن الناحية القانونية يمكن اتخاذ إجراءات لفرض جزاءات على مستوى مصدر بث قناة الشروق من بيروت وعمان وعلى مستوى بث القناة وترددها بالخصوص على أقمار "نايل سات" و"عرب سات" و "ياه سات" الموجودين على التوالي بمصر و السعودية و الإمارات العربية المتحدة لكون قناة الشروق لم تلتزم بميثاق الشرف الإعلامي، الذي يربطها بعدد من الأقمار باستعمالها لأوصاف قدحية في حق ملك البلاد، و بطعنها في ثقافة المغاربة وتعايش الأديان بالمجتمع المغربي والتطاول على حقوق الأخر وعدم احترام مشاعر المغاربة وتأجيج نزعات الكراهية وإشهار الحرب. وفي سياق آخر أدانت "الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين بالمغرب"، السبت، بث قناة "الشروق" الجزائرية مضمونا اعتبرته "مسيئا" للملك محمد السادس. وقالت الجمعية، وهي غير حكومية وتعد بمثابة نقابة للناشرين والصحفيين المغاربة، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن "بث القناة من تهجم لا أخلاقي على المؤسسات المغربية، وعلى رأسها المؤسسة الملكية، عمل مدان لا يمت بصلة لأخلاقيات مهنة الصحافة والإعلام". وأضافت الجمعية أن المنتمين إليها "يعبرون عن أسفهم" لما وصفوه ب"المستوى اللا أخلاقي" الذي وصلت إليه هذه القناة "الممولة من جيوب دافعي الضرائب الجزائريين في التعاطي مع شخص الملك الذي يحظى بالاحترام والتقدير داخل المغرب وخارجه". ودعت "عقلاء الجزائر في الحقل الإعلامي إلى إدانة هذا السلوك" الصادر عن قناة "الشروق"، و"الاحتكام لأخلاقيات مهنة الصحافة، والالتزام بالحدود الدنيا للمهنة في التعاطي مع الشأن المغربي، خاصة مع المؤسسة الملكية التي يعتبرها المغاربة خطا أحمر لن يسمحوا بتجاوزه". وحتى الساعة، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الجزائري، أو قناة "الشروق" بشأن الانتقادات المغربية لها.