بقلم نورا وهبي: نائب الرئيس ورئيسة إريكسون غرب أفريقيا والمغرب بات التحول الرقمي في جميع أنحاء العالم، عاملاً حاسماً في التنمية الاقتصادية المستدامة طويلة الأجل، وبالطبع تعتبر إفريقيا جزءاً من هذا الحراك العالمي. أشعر بالفخر لخبرتي التي تعود لعقدين من الزمن، ولدوري في رحلة التحول الرقمي بفضل عملي مع إريكسون، والتي تتيح لي مشاركة شغفي بالتكنولوجيا ودورها في تسريع الازدهار الاجتماعي والاقتصادي عبر مجتمعات إفريقيا. نحن في إريكسون نعتقد أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تمتلك القدرة على تحقيق تكافؤ الفرص على الصعيد العالمي، وتمكين البلدان الإفريقية من تسخير الإمكانات الكاملة لرأس مالها البشري. منذ حوالي عامين، سافرت إلى إفريقيا في أول رحلة عمل لي للقاء الفريق والعملاء في السنغال. وقد أدت عملية الانتقال الوظيفي هذه إلى تعزيز إحساسي بالمغامرة والاستكشاف، إضافة إلى تحفيزي لعيش التجارب المستقبلية التي ستغير حياتي. لم أكن أعرف عن ثقافة هذا البلد الكثير، باستثناء بعض القصص التي رواها لي والدي عن زيارته إلى داكار في الثمانينيات، حيث حدثني كثيراً عن لطف الناس ومدى حبّهم للطعام والموسيقى والألوان. ويرتبط هدفي الشخصي كشخصية ذات منصب وظيفي قيادي، على نحو وثيق برؤية إريكسون في تسريع عملية تبني النطاق العريض في إفريقيا. وتهدف رؤية إريكسون إلى توفير خدمات الاتصال للجميع، حيث نؤمن بأن الاتصال حاجة إنسانية أساسية. ونعتقد أن الناس في المناطق الريفية الإفريقية سيستفيدون بشكل كبير من خدمات الاتصالات المتنقلة، ما يوفر الفرصة للوصول إلى المعلومات والخدمات التي تحسن الرعاية الصحية والتعليم والشركات الصغيرة. في عالم يتمتع فيه جميع الأفارقة بإمكانية الوصول إلى خدمات تعليمية وصحية عالية الجودة، ستستمر هذه القارة الفتية في الاستفادة من فرص لا حصر لها مبنية على تراث غني وثقافة نابضة بالحياة وشباب يحلمون بالمستقبل. وبدافع الرغبة في فهم احتياجات مستخدمي الهواتف المتنقلة في إفريقيا بشكل أفضل وتزويدهم بالخدمات المتخصصة، التزمت برؤية إفريقيا المتمكنة من خلال التكنولوجيا والابتكار ومبادئ الشمول الرقمي. أنا مصممة بكل عزم على نشر رؤية #AfricaInMotionفي جميع أنحاء إفريقيا. إفريقيا قارة متصلة من خلال العمل في سوق متقدمة وتنافسية، شهدت نمواً استثنائياً خلال السنوات العشر الماضية، يلعب مزودو خدمات الاتصال في إفريقيا دوراً متزايد الأهمية في مساعدة الحكومات والمدن على حد سواء لتعميق فهمهم بالخطوات الملموسة التي يمكنهم اتخاذها لزيادة القدرة التنافسية لأفريقيا في الاقتصاد العالمي من خلال دعم وتشجيع الاستخدام المتزايد لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. ولا تقتصر أهمية الاتصال على الإمكانات الهائلة لتحويل المدن والصناعات فحسب، بل تنتقل إلى تعزيز عملية الشمول وإحداث تأثير اقتصادي إيجابي ومستدام. ومع طموحنا في دعم تسريع رحلة الرقمنة في إفريقيا، نتعاون مع عملائنا – مزودي الخدمة – وأصحاب المصلحة الآخرين في جميع أنحاء القارة لتمكين حملة #AfricaInMotion. وتسلط الحملة الضوء على قدرة القارة في تسريع التبني الرقمي والانتقال إلى عصر جديد من الازدهار الاجتماعي والاقتصادي. ويتجسد أحد الأمثلة في الشمول المالي عبر استخدام التكنولوجيا الرقمية كعنصر أساسي في تعزيز التنمية الاقتصادية لأفريقيا. وقد أصبحت خدمات تحويل الأموال عبر الهاتف المتنقل أداة أساسية لتغيير الحياة في جميع أنحاء القارة لكل من النساء والرجال، حيث توفر الوصول إلى خدمات مالية آمنة وموثوقة، إضافة إلى توفير الفرص المختلفة في قطاعات الطاقة والصحة والتعليم والعمل. في رأيي، يعد تنفيذ هذه الحملة أمر أساسي لإريكسون في إطار جهودها لتعزيز مستقبل إفريقيا الرقمي المدعوم بالاتصال. والعنصر المشجع في الموضوع أن محاولتنا لتعزيز الشمول وسد الفجوة الرقمية تنطوي على إمكانات كبيرة للمساهمة في أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة (SDGs) في أفريقيا. تحفيز الانتعاش الاقتصادي بعد انتشار الوباء أدى ظهور جائحة كوفيد-19 إلى خلق أزمة غير مسبوقة، حيث أصبحت قيمة الشبكات الثابتة والمتنقلة باعتبارها العمود الفقري لمجتمعنا أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. ونظراً للسرعة والقدرة الاستيعابية الحالية للشبكات الخلوية المزودة بتقنيةLTE ، تتوفر عدة فرص لمزودي الخدمات الأفارقة لتقديم خدمات النطاق العريض للمنازل والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم باستخدام الاتصال اللاسلكي الثابت (FWA). ومن أهم العوامل التي تدفع سوقالاتصال اللاسلكي الثابت في إفريقيا وخارجها: الطلب من المستهلكين والشركات للحصول على الخدمات الرقمية إلى جانب البرامج والإعانات التي ترعاها الحكومة. أحببت إفريقيا منذ اليوم الأول، حيث سحرتني بجمالها الطبيعي وثقافتها الغنية وشعبها الودود. لطالما شعرت بالترحيب هنا، وأنا مقتنعة بأن الاتصالات المتنقلة عالية السرعة ستكون مفيدة في توفير منصة مستقرة للابتكار والنمو الاقتصادي في القارة ، على الأقل عندما نأخذ في الاعتبار الإمكانات الكبيرة التي لا تزال غير مستغلة عبر فتح المنظومات المختلفة ورقمنة القطاعات الاقتصادية المختلفة، مثل قطاع الصحة والطاقة والمرافق والنقل والزراعة ، إلخ. وبمساعدة الاستثمارات الذكية طويلة الأجل في البنية التحتية – بما في ذلك النطاق العريض المتنقل والوصول اللاسلكي الثابت وخدمات التكنولوجيا المالية.