وضع دركي برتبة مساعد، صباح اليوم الأربعاء، حدا لحياته في ظروف غامضة، بعد أن أطلق رصاصة من مسدسه الخاص نحو رأسه، ليسقط جثة هامدة داخل سيارة المصلحة بمنطقة الدالية المحسوبة على جماعة قصر المجاز بإقليم الفحص أنجرة، بالقرب من ميناء طنجة المتوسط، ولاية طنجة. وأفادت مصادر مطلعة لرسالة 24″ أن الضحية البالغ من العمر حوالي 27 سنة، كان تابعا لفيلق الدرك الملكي المتحرك العامل بميناء طنحة المتوسط في إطار الدعم والمراقبة الأمنية خاصة للهجرة السرية، حيث أنه وبعد مغادرته صباح اليوم لعمله، تسلل خلسة إلى منطقة غابوية معزولة بشاطئ الدالية، ليختلي بنفسه ويركز مسدسه بدقة في رأسه، ثم ضغط على الزناد، وذلك بدون أن يشعر أحد بإطلاق الرصاص، رغم أن الموقع لا يبعد عن الطريق الوطنية رقم 16، الا ببضعة أمتار. وأوضحت المصادر نفسها، التي رفضت الكشف عن هويتها، أن دوافع إقدام الدركي الشاب، لا زالت لحد الآن غامضة وغير محددة. ومباشرة بعد اكتشاف الواقعة المروعة، استنفرت مصالح المركز القضائي للدرك الملكي بطنجة، كافة عناصرها وإمكانياتها وأقامة حزام أمني حول المنطقة بكاملها، كما فرضت حراسة مشددة على سيارة الضحية، وقامت بحجز هاتفها المحمول لاخضاعه للخبرة التقنية. كما حضر إلى عين المكان، مسؤولي القيادة الجهوية للدرك الملكي بطنجة، وممثل النيابة العامة، ليتم بعد المعاينة القانونية للجثة، نقلها إلى مصلحة الطب الشرعي بمستودع الأموات البلدي الملحق بالمستشفى التخصصي الدوق دي طوفار، من أجل إجراء تشريح طبي لتحديد أسباب الوفاة والاستعانة بالنتائج خلال البحث القضائي والتقصي في ظروف وملابسات هذه القضية، بتعليمات مباشرة من النيابة العامة المختصة لدى محكمة الاستئناف بطنجة. وخلف حادث الانتحار، استياء واسعا في صفوف جميع عناصر الدرك الملكي سواء بميناء طنجة المتوسط او بمدينة طنجة، حيث بدت علامات الحزن والتأثر واضحة عليهم. وتعتبر هذه الحادثة، هي ثاني حادثة انتحار بالمسدس الوظيفي في صفوف جهاز الدرك الملكي تسجل بطنجة، وذلك بعد انتحار المسمى قيد (محمد.ع)، البالغ من العمر 42 سنة ،متزوج و أب لثلاثة أبناء، المنحدر من مدينة اخنيفرة، برتبة مساعد (أجودان)، والذي كان يشغل منصب نائب قائد مركز الدرك بأصيلة، بعدما أطلق النار من مسدسه على رأسه في سطح منزله يوم الأربعاء 6 أكتوبر 2010، لأسباب ظلت بدورها إلى يومنا هذا، مجهولة أيضا.