دعا الرئيس الأول لمحكمة النقض، الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، مصطفى فارس، اليوم الأربعاء، بالرباط، إلى وضع آليات وبرامج واقعية لتكريس أسس عدالة مواطنة تكون قريبة من المتقاضين إنسانيا وحقوقيا وقانونيا ولوجيستيكيا. وأكد فارس، في كلمة تلاها نيابة عنه الأمين العام للمجلس الأعلى للسلطة القضائية مصطفى الإبزار، خلال ندوة علمية حول موضوع: “النجاعة القضائية ودورها في تجويد الخدمات القضائية”، أن العدالة الناجعة تكرس الأمن القضائي والقانوني بشكل ملموس وحقيقي، من خلال خدمات قضائية سريعة ومتطورة، وأحكام تضمن الحقوق للأفراد والجماعات في ظل محاكمات عادلة وداخل آجال معقولة. وأبرز خلال هذه الندوة المنظمة بمبادرة من محكمة الاستئناف بالرباط والمكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة، وبشراكة مع المجلس الجهوي للمفوضين القضائيين بالرباط، أنه، ورغم المجهودات الأساسية المبذولة والإنجازات الإيجابية المحققة، لا تزال منظومة العدالة تواجه تحديات مركبة وإشكالات مرتبطة بترشيد تدبير الزمن القضائي وعقلنة الخريطة القضائية وبصعوبة وتعقد المساطر والإجراءات القانونية. وشدد فارس على ضرورة مواصلة تنفيذ المشاريع الإصلاحية الواعدة في مجال القضاء من أجل تكريس ثقة المرتفقين، مشيرا إلى أهمية الاعتماد على خيار المقاربة التشاركية ونهج الحكامة والانفتاح على المبادرات التي من شأنها أن ترفع مؤشرات النجاعة وجودة الخدمات القضائية بالمملكة. وبخصوص حصيلة عمل محاكم المملكة، نوه فارس بالنتائح الإيجابية التي حققتها بالنظر إلى مؤشرات الثقة التي يعكسها الإقبال المتزايد على التقاضي أمام المحاكم، مبرزا ارتفاع عدد القضايا المسجلة بمحكمة النقض بنسبة وصلت إلى 2,21 في المائة وعدد القضايا المحكومة بها بنسبة بلغت 17,1 في المائة.