مستقبل السياحة يرتكز على العناية بالتراث وليس على بناء المجمعات الإسمنتية الكبرى يبلغ الحجم الإجمالي للاستثمارات في المشاريع ذات الطابع السياحي على مستوى إقليموزان ما يناهز 160 مليون درهم، وفق معطيات رسمية تم الإعلان عنها أمس الأربعاء في لقاء حول “واقع وآفاق السياحة بإقليموزان”. وأكد محمد ساجد، وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، في كلمة بالمناسبة، أن منطقة وزان “تتوفر على جميع المؤهلات التي من شأنها تحقيق التنمية على جميع الأصعدة، خاصة في قطاع السياحة”، مبرزا في هذا السياق تاريخ وحضارة وعمران والمكانة الروحية لمدينة وزان العريقة وتنوع صناعتها التقليدية وتراثها اللامادي. وأشار الوزير إلى أن منطقة وزان بالتراث الذي تتوفر عليه يتعين أن تصبح “وجهة سياحية بامتياز”، مذكرا بأنه تم التوقيع قبل سنوات على اتفاقيات لتأهيل المدينة العتيقة، كما ينتظر أن تطلق مشاريع أخرى لتعزيز المنجزات المحققة، بتعاون بين السلطات المحلية والمنتخبين وبعض الشركاء. وقال ساجد “نحن على وعي اليوم بأن مستقبل السياحة يرتكز على العناية بالتراث وليس على بناء المجمعات الإسمنتية الكبرى”، مبرزا أن الوزارة تولي أهمية خاصة للعناية بتراث المدن العتيقة والمناطق الريفية وتراثها وتقاليدها. من جانبه، أعلن عامل إقليموزان، مهدي شلبي، في كلمة خلال اللقاء الذي يروم تشخيص وضعية السياحة، عن أن قيمة الاستثمار الإجمالي في عدد من المشاريع ذات الصلة بقطاع السياحة تصل إلى 160 مليون درهم، داعيا إلى ضرورة تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين لإنجاح الإقلاع التنموي للقطاع. وأبرز في هذا الصدد أن الأمر يتعلق بمشروع تأهيل المدينة العتيقة باعتبارها موروثا تاريخيا وحضاريا والمحافظة على تراثها العمراني المادي واللامادي، وتثمين وتأهيل بحرية بودروة التي تشكل مصدر جذب سياحي متميز بما في ذلك تشييد كورنيش على ضفاف البحيرة، ومشروع بناء وحدة فندقية جديدة لتعزيز تنافسية المنطقة، وتهيئة المنتزه الغابوي بلوطة، وتهيئة بعض وحدات الاستقبال السياحي في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وعلى هامش اللقاء، قام ساجد والوفد المرافق له بالاطلاع على مشروع تأهيل المدينة العتيقة لوزان التي تمتد على مساحة 16,5 هكتارا بغلاف مالي يصل إلى 79,5 مليون درهم، حيث سيتم تحسين واجهات الأحياء العتيقة وتجهيز المسالك وتحديث شبكة الإنارة والماء والتطهير وإحداث مركز للتراث والفنون. كما جرى إعطاء انطلاقة بناء وحدة فندقية مصنفة باستثمار يصل إلى 25 مليون درهم بقدرة استيعابية تناهز 50 غرفة وجناحا، كما تتوفر على قاعة مؤتمرات بسعة 400 فرد وقرية للصناعة التقليدية. كما اطلع الوزير على مشروع تهيئة بحيرة بودروة التي تمتد على مساحة 43 هكتارا، والذي يروم خلق فضاء للتنشيط السياحي على صعيد الإقليم، وهو المشروع الذي سيتطلب غلافا ماليا بقيمة 43,2 مليون درهم، ستتم تعبئتها بتعاون بين وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، ومجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة والمجلس الإقليميلوزان ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال.