أكد مدير برنامج المتوسط بالمعهد المتوسطي للأبحاث المتقدمة ومؤسس ملتقيات ابن رشد بمرسيليا، تييري فابر، أمس الخميس بالرباط، أن المفكر والفيلسوف محمد أركون سعى إلى إعادة إدراج “الشأن الإسلامي” ضمن تعددية الإرث المتنوع لمنطقة المتوسط. وأبرز فابر، في مداخلة خلال الجلسة الثانية للندوة الدولية حول “التفكير في المتوسط مع محمد أركون” التي نظمتها، على مدى يومين، أكاديمية المملكة المغربية، أن المفكر الراحل لم يقتصر على مساءلة هذا الإرث المتعدد، بل دعا إلى إعادة التفكير في منطقة المتوسط خلال القرن ال21، خاصة من خلال أحد نصوصه غير المنشوة والذي يحمل عنوان “التفكير في الفضاء الجيوسياسي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط”، حيث يبسط مفاهيم من قبيل الأنسنة ( النظرة التي تتمحور حول الإنسان) والتي يمكن أن تشكل احد الركائز الأساسية للعالم المشترك بين الضفتين. وأضاف أن هذه الأنسنة التي تمت إعادة التفكير فيها، خلال القرن ال21 والتي تربط أوروبا بالإسلام بشكل مختلف، تعد دون شك أكبر إرث ضمن فكر أركون، مسجلا أن الفضاء المتوسطي يمكن أن يصبح فضاء للقاء ممكن بين الرموز الكونية، المتقاسمة على الصعيد الإنساني والمتوسطي، بما يحقق التوافق بين أوروبا الإسلام، وهو ما يمثل أهم رسالة وإرث للمفكر الراحل. وبغية التفكير في المتوسط بضفيته ومحاولة رسم آفاق مشتركة، أشار المحاضر إلى أهمية النصوص التي تنسج مجموع الروابط المتعددة على مر التاريخ والتلاقح بين اللغات، وكذا أهمية مفهوم اللغة الكونية المرئية للمتوسط المعاصر، من خلال المهرجانات السينمائية المتعددة.