قدم الأخ البشير الدخيل، رئيس جمعية منتدى بدائل الدولية نظرة عن المراحل الأولى لتأسيس البوليساريو، وأوضح أن الصحراويين لم يكونوا قط يرغبون بالانفصال عن المغرب والتاريخ يشهد على ذلك ، لأن هدفهم الأساسي كان هو طرد المستعمر الإسباني من المناطق التي كان يحتلها دون شيء آخر. وأضاف الأخ الدخيل أن ما حدث هو أن مؤسسي البوليساريو تم استغلالهم من لدن العديد من الجهات التي لها مصالح في المنطقة، وعلى رأسها الجزائر، موضحا أن هذه الأخيرة لما تدخلت في ملف الصحراء حولت البوليساريو إلى كيان آخر، وتكونت بذلك مجموعة من الأطروحات المتناقضة، عكس المطالب الأساسية، حيث فرضت الجزائر قيادة أبدية على مخيمات تيندوف، وسيطرت عليها ولا تتحرك إلا بأوامرها، على الرغم من كونها تحاول أن تدعي أمام العالم أنها محايدة في المشكل وأن "البوليساريو" ضحية، في حين أن الضحية الحقيقي هم الصحراويون الذين لا يستطيعون مواجهة هذا النظام الذي يحكمهم بيد من حديد منذ 40 سنة، مما يعني أن الجزائر وجدت ضالتها في قيادة "البوليساريو" من أجل معاكسة المغرب والاستقرار في المنطقة للحيلولة دون أي تقدم أو حصول أية تسوية لنزاع الصحراء. وتابع رئيس جمعية منتدى بدائل الدولية إنه إلى حدود اليوم لا يمكن الحديث عن أي جمعية بالمخيمات أو حزب وذلك تحت ما يسمى "دستور" البوليساريو، حيث ذكر في هذا الصدد بحقائق كثيرة منها غياب الجمعيات بالمخيمات وأن كمشة من الأشخاص فقط هي التي تتحكم في زمام الأمور، وكل ذي رأي خاص أو مخالف مصيره الحبس أو الإعدام أو التشريد، مشيرا إلى أن أكثر الميليشيات النافذة التي تسيطر على المخيمات لا تتجاوز 200 فرد في أقصى الحالات، بينما في الأقاليم الجنوبية للمغرب هناك أزيد من 200 ألف منتخب وأزيد من 53 برلمانيا، فضلا عن العمال والولاة والمندوبين وكل أنواع الهيئات والتنظيمات والمؤسسات السياسية والمدنية والحقوقية موجودة اليوم بالصحراء، متسائلا في هذا السياق "من الممثل الحقيقي للصحراويين حقيقة؟ فمن أين لقيادة البوليساريو التمثيل؟". وأوضح الأخ الدخيل أن المثير للانتباه هو أن قيادة "البوليساريو" بعيدة عن الواقع ولا تعيشه، بل متآكلة نتيجة الأخطاء التي ارتكبتها وما تزال تكررها، ولا تساير حتى ما تشهده الأقاليم الجنوبية من تطور ولا نمتلك حتى جزءا من تلك المؤسسات ومناخ الحرية ذاك، أضف إلى كل ذلك أنه برز اليوم جيل جديد من الشباب متعلم وواعيا في المجمل ولا يعترف بهذه القيادة ولم يعد ممكنا أن ينطلي عليه اليوم نفس خطابات القرن الماضي . وشدد الأخ الدخيل على ضرورة اعتماد الحكامة الجيدة بالأقاليم الجنوبية لتفادي الأسباب التي تؤدي إلى وقوع بعض الأحداث المعزولة بهذه المناطق، والتي يحاول خصوم الوحدة الترابية الركوب عليها وتضخيمها واستغلالها استغلالا بَشِعا، مقابل تستر دعاة حقوق الإنسان على فظاعة الانتهاكات المتوالية من طرف الجيش الجزائري وقيادة "البوليساريو" الجلادين رغم ارتكابهم أبشع الجرائم في حق المحتجزين، من منع التجمهرات وحرية التنقل والاعتقالات التعسفية واحتجاز وتعذيب الأشخاص ورميهم بالرصاص، خاصة بعد تنامي الوعي لدى المحتجزين ومطالبهم المتكررة بحقوقهم المشروعة في العيش بكرامة طبقا لما تكفله المواثيق الدولية وعلى رأسها ميثاق الأممالمتحدة لحقوق الإنسان. كما توقف الأخ الدخيل عند التضخيم في عدد المحتجزين في مخيمات تيندوف، وقال إن هذه الأرقام ظلت متضاربة وغير دقيقة، سواء من خلال الإحصاء الذي قدمته إسبانيا لسكان الصحراء قبل تشكيل البوليساريو أو ما قدمته الجزائر بعد سيطرتها على هذه الأخيرة بعدما أضافت إلى الصحراويين المحتجزين في تيندوف آلاف المرتزقة من دول جنوب الصحراء، حيث وصل الأمر بها أن زعمت سنة 1981 وجود 750 ألف نسمة في المخيمات، وهو رقم لم يعتمد من قبل برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، مشددا في هذا السياق على ضرورة العمل في اتجاه الضغط على الجزائر لقبول إحصاء هؤلاء المحتجزين من طرف المفوضية العليا للاجئين بما يمكن من تحديد عددهم وهوياتهم وجنسياتهم الأصلية.