بمناسبة شهر رمضان المبارك، نظمت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أمس الاثنين بالدار البيضاء، إفطارا جماعيا لفائدة نزلاء مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع، وذلك في أجواء خيم عليها الدفء العائلي والبعد التضامني. وباسم المندوبية أكد مولاي ادريس أكلمام مدير العمل الاجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم، أن هذه المبادرة ذات الأبعاد الاجتماعية والانسانية هي سنة حميدة دأبت المندوبية على تنظيمها سنويا وخاصة في السنوات الأخيرة، وذلك رغبة منها في خلق الدفء العائلي في أوساط نزلاء مختلف المؤسسات السجنية بالمملكة، عبر الالتقاء بأسرهم، وكذا إذكاء روح الإحساس لديهم بالانتماء للمجتمع وذلك من خلال إشراك كافة الفعاليات من سلطات قضائية ومحلية أمنية، فضلا عن مكونات المجتمع المدني والفنانين والرياضيين. وأضاف أن هذا الحفل الرمضاني هو أيضا مناسبة للترفيه على النفس لدى المعتقلين بغية تحقيق التوازن الضروري لمتطلباتهم العقلية والنفسية والروحية، وذلك بمساهمة وبتنسيق مع كل من المجلس العلمي المحلي لمقاطعات عمالة عين السبع الحي المحمدي، والمكتب الجهوي للودادية الحسنية للقضاة بالدار البيضاء. ويشكل هذا الإفطار الجماعي، يضيف أكلمام، أيضا أحد الأنشطة المتعددة التي تنظم خلال الشهر الفضيل لفائدة سجناء المؤسسات السجنية بما في ذلك المسابقات الدينية التي شملت هذه السنة 8 مسابقات تهم حفظ وتجويد وتفسير القرآن، وحفظ وشرح الأحاديث النبوية، فضلا عن جائزة أجمل صوت في رفع الآذان، إلى جانب المسابقات الثقافية في الأمثال والحكم والمسابقات الرياضية في كرة القدم المصغرة وكرة السلة واليد والطائرة. وخلص إلى أن الغاية المتوخاة من وراء ذلك تكمن في تأهيل السجناء عموما وتسهيل عملية إدماجهم في المجتمع عقب انقضاء فترة العقوبة والافراج عنهم، وخاصة منهم فئة الأحداث لأنها الفئة العمرية التي هي في مرحلة الاعداد للمستقبل وبناء الوطن من أجل المساهمة في تعزيز التنمية المستدامة للبلاد. ومن جانبه أشار أرفون محسن مدير مركز الإصلاح والتهذيب عين السبع إلى أن المؤسسة تحتفي من خلال هذه الأمسية الرمضانية بالأحداث، وذلك في اطار مقاربة تشاركية بتنسيق مع باقي القطاعات والفعاليات المعنية من هيئات قضائية ومكونات المجتمع المدني والجسم الاعلامي. وشدد على أهمية إشراك عائلات هؤلاء النزلاء في عملية الإفطار الجماعي، أخذا بعين الاعتبار لبنة الأسرة كمدخل أساسي لإنجاح المقاربة الادماجية، فضلا عن كونها إحدى العوامل التي بإمكانها المساهمة في بلورة البرامج التكوينية والتعليمية التي تنهجها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج. وأوضح أن المندوبية دأبت على تنظيم مثل هذه المبادرات التي تدخل ضمن استراتيجيتها وذلك بهدف تحقيق الدفء الأسري، عبر لم الشمل بين السجين والأسرة، مع الاهتمام بالمقاربة الادماجية، متمنيا في هذا الصدد استمرارية مثل هذه الالتفاتة التي لها قيمة أساسية بالنسبة للسجين، والتي من شأنها المساهمة في خلق شخصية سوية بعد الافراج. وتضمنت فقرات هذه الأمسية الاحتفالية السنوية سلسلة من الأنشطة، حيث أقيمت زيارة ميدانية لمختلف مرافق هذه المؤسسة الإصلاحية، إلى جانب استمتاع الحضور بوصلات في فن المديح والسماع من أداء نزلاء المركز، وذلك قبل أن يتوج هذا الحدث الرمضاني بتوزيع مجموعة من الجوائز القيمة على النزلاء المتفوقين خاصة في مسابقات الدينية، وكذا تكريم بعض الهيئات القضائية، والقطاعات المعنية التي تساهم في انجاح المقاربة الادماجية. وفي شهادات حية تم استقاؤها بعين المكان أشاد عدد من النزلاء بهذه الالتفاتة النبيلة التي فسحت لهم المجال للانفتاح عن محيطهم الخارجي، شاكرين كل الفعاليات التي كانت وراء تجسيدها، معربين عن أملهم في معانقة نسيم الحرية والانعتاق من أجل النهوض بأوضاعهم الذاتية والمساهمة في المسار التنموي للبلاد.