علمت “رسالة24” من مصادر متطابقة، أن السلطة المحلية التابعة للملحقة الإدارية 4، “قيادة شالة”، قد عثرت، قبل قليل، على رضيعة لا زالت حية ترزق، ولم يمر على ولادتها أكثر من أسبوع، مرمية بباب عمارة العمراني، بزنقة سيد قطب، بساحة موزار جوار ثكنة الوقاية المدنية، بطنجة. الرضيعة المتخلى عليها، عثر عليها أحد ساكني العمارة المذكورة ملفوفة بقماش صوفي، وهي في وضعية صحية جيدة، وقد عملت عناصر الوقاية المدنية على نقلها إلى جناح طب الأطفال بالمستشفى الجهوي محمد الخامس، حيث تم فحصها من طرف الطبيب المداوم بالمصلحة، والذي أكد بأن حالتها العامة مستقرة، وبأنها تتمتع بوضع صحي جيد، هذا في الوقت الذي فتحت فيه المصالح الأمنية المختصة لدى الدائرة الأمنية الثانية للشرطة، تحقيقا عاجلا من أجل التوصل إلى هوية الأم المفترضة صاحبة هذه الفعلة الشنيعة، لتحديد الملابسات والظروف المرتبطة بالواقعة التي استنكرها كل من عاينها من سكان الحي، والتي يرجح أن يكون الدافع الأساسي لها، هو التستر على علاقة غير شرعية كانت ضحيتها هذه الرضيعة البريئة للتخلص منها ومن الفضيحة، تحت وطأة الضغط الاجتماعي. ويرى بعض المتتبعين بأن تخلي الأم عن طفلها هو سلوك غير إنساني بالمرة، مشيرا في الوقت ذاته إلى كون التخلي عن الوليد، يعد من أصعب أنواع الحرمان الذي يمكن أن تعيشه الأم، مؤكدين أنه وبالرغم من وجود مجموعة من الظروف الاجتماعية والنفسية جد القاهرة التي يمكن لها أن تدفع بالأم للقيام بمثل هذا التصرف، إلا أنه وبالرغم من ذلك، يبقى هذا السلوك مرفوضا تماما، ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف كان. معلوم أن مدينة طنجة، قد عرفت في الآونة الأخيرة تفشي إحدى أخطر الظواهر الاجتماعية التي أصبحت تتطلب من الأجهزة الوصية والسلطات المسؤولة وممثلي المجتمع المدني والجمعيات الثقافية والحقوقية أكثر من أي وقت مضى، الكثير من الاهتمام والتفكير، ويتعلق الأمر برمي المواليد والرضع بسبب الحمل الغير الشرعي خارج مؤسسة الزواج ببعض الأماكن (كالمطرح العمومي، حدائق، زوايا الأزقة، المحطات، أبواب المستشفيات،…)، تحت جنح الظلام، بل وحتى في واضحة النهار في أحيان كثيرة أخرى، لأسباب متعددة منها ما هو اجتماعي، ومنها ما هو راجع إلى انتشار الظواهر اللاأخلاقية بشكل مثير وخطير داخل أوساط المجتمع، هذه الحوادث التي بدأت تطرح مرة أخرى التدهور الأخلاقي والتسيب الذي أصبحت تعرفه عاصمة البوغاز، والضواحي المجاورة لها بشكل ملفت.