مرة أخرى، وبسبب انعدام شروط السلامة العامة داخل بعض أوراش البناء المفتوحة بمدينة طنجة، والخارجة عن المراقبة التقنية الصارمة من طرف السلطات المحلية المختصة، ولجان التتبع المعنية سواء الولائية أو الجماعية منها، فقد لقي، بعد زوال اليوم الخميس، عامل مصرعه وأصيب آخر بجروح خطيرة وكسور في الظهر، داخل ورش بناء بناية كبيرة بتجزئة سكنية توجد بحي أحرارين، بمقاطعة بني مكادة بطنجة. ووقعت الحادثة المميتة، بعدما بعدما انجرفت على الضحيتين بشكل مفاجئ، وفي فترة وجيزة، أكوام من الأتربة حينما كانا يزاولان عملية الحفر رفقة زملاء لهما في الورش تمكنوا من النجاة بأنفسهم بصعوبة كبيرة من الموت المحقق. العاملين (الهالك وزميله الناجي)، استغرقت عملية التنقيب عليهما تحت الأتربة المنهارة من طرف عناصر الوقاية المدنية مدة ليست بالقصيرة، بسبب صعوبة تحديد مكانهما بالحفرة السحيقة التي غطيت بالكامل بأكوام من الأتربة، قبل أن يتمكنوا في نهاية المطاف، من انتشالهما واستخراجهما من تحت الأنقاض. وقد تم نقل جثة القتيل بحضور السلطة المحلية للملحقة الإدارية 24، إلى مستودع الأموات البلدي الدوق دي طوفار، في حين تم نقل الضحية الثاني والناجي من الموت، إلى مصلحة المستعجلات في حالة صحية جد حرجة من أجل إخضاعه للعلاج الضروري. من جانبها فتحت الدائرة الأمنية 7 للشرطة، بمنطقة أمن بني مكادة التابعة لولاية أمن طنجة، تحقيقا موسعا حول ظروف و ملابسات هذا الحادث المأساوي الذي تزايدت وثيرته في الآونة الأخيرة بشكل أكثر من ملفت للانتباه بالمدينة، مخلفا عدة ضحايا داخل أوراش بناء خارج المراقبة في حوادث غالبا ما تكون خطيرة ومميتة. جدير ذكره، أن هذه الحادثة تأتي بعد أقل من 3 أيام من وقوع حادثة مماثلة حيث أصيب عاملان في ورش بناء مدرسة خاصة بحي الهناء حومة السوسي، بمقاطعة بني مكادة بطنجة أيضا، إثر انهيار أتربة جنبات الأساسات أثناء قيامهما بأشغال الحفر. إلى ذلك، فقد نددت جهات حقوقية ومدنية بتنامي وقوع مثل هذه الحوادث القاتلة بعدد من أوراش البناء مؤخرا بالمدينة، لانعدام شروط السلامة داخلها، مطالبين في الوقت نفسه، بفتح تحقيق قضائي عاجل وشامل لمعرفة المسؤول الأول والمباشر عن مثل هذه الفواجعة الإنسانية وما تكلفه من مآسي اجتماعية في صفوف أسر الضحايا، آملين أن تكون هذه الكارثة وغيرها، مناسبة لانطلاق (مسيرة) فتح التحقيقات في عدد من ملفات المشاريع العقارية المشبوهة المفتوحة بالمدينة.