في سابقة احتجاجية هي الأولى من نوعها، خاض المئات من الأطباء الداخليين والمقيمين، أول أمس الاثنين، وقفة احتجاجية أمام وزارة الفلاحة والصيد البحري بدل وزارة الصحة، التابعين لها، احتجاجا على القرار الذي اتخذه وزيرها الحسين الوردي، القاضي باقتطاع شهر كامل من أجرتهم ، بسبب خوضهم لسلسلة من الإضرابات بالقطاع. وبحسب ما أكده عدد من الأطباء المحتجين، فإن اختيار الاحتجاج أمام مبنى وزارة عزيز أخنوش، عوض وزارة الوردي، مرده بالأساس إلى أن "هذه الوزارة حاولت إنصاف موظفيها من البياطرة وحسنت وضعيتهم لما يقدمون من خدمات للمخلوقات غير إنسانية، في حين اختارت وزارة الصحة سياسة التجاهل لمن يقدم العلاج للمواطنين." ورفع الأطباء الذين حجوا من مختلف مستشفيات المملكة، شعارات تطالب برد الاعتبار ورفع الحيف المسلط على الطبيب، منددين بما أسموه بالظروف الكارثية التي يعيشها قطاع الصحة العمومية، مطالبين بتدخل عاجل لعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، الذي "تمكن من حل مشكل الأطباء البياطرة وعمل على النهوض بأوضاعهم المادية، في الوقت الذي اختار فيه الوردي الاستخفاف بمطالب أطباء قطاعه"، وفق تعبير المحتجين، الذين قدموا وزرة بيضاء وسماعة طبية لوزارة الفلاحة، وذلك خلال الوقفة ذاتها، وهم يرددون شعار "علاش جينا و احتجينا ... الفلاحة اللي بغينا ... اخنوش اللي بغينا." هذا، وعرفت الوقفة الاحتجاجية نزع الأطباء المحتجين لوزراتهم البيضاء ووضعها في نعوش رمزية وتوجهوا بها في صوب مبنى وزارة الصحة، ناعين وضعهم المادي والمعنوي، ومستنكرين تجاهل الوزارة لأزيد من 50 يوما من الإضراب المفتوح الذي شل المستشفيات الجامعية.