لا زال بعض الناس بقرية "تيزي وسم"، الواقعة عند سفح جبل توبقال بجبال الأطلس الكبير بالمغرب، تعتمد على مقايضة السلع بدل النقود، ويسكنون المغارات والكهوف أو بيوتا بسيطة بالحجارة حفروها وسط الجبال. تخضع القرية من الناحية الإدارية للجماعة القروية "إيسني" محافظة الحوز، ولاية مراكش، يقطنها ما يقارب عن 100 أسرة، تعيش على الزراعات المعاشية كالخضر، إضافة إلى الأشجار المثمرة كالجوز والتفاح، الموزعة على مساحات جبلية صغيرة، طوعها الساكنة لتصبح على شكل مدرجات. محمد نعيم رئيس الجمعية الوطنية للوساطة، قاد رحلة تضامنية إلى المنطقة صحبة جمعية فسائل، حملوا معهم بعض المؤن والمواد الغذائية والملابس للتخفيف عن آلام الساكنة والتي هي على عتبة موسم شتاء، يعرف بقساوته المناخية، خاصة بعد تساقط الثلوج. فمع تساقط هذه الأخيرة تصبح القرية شبه معزولة عن العالم، ويتعذر معها الوصول إلى المنطقة، حيث يصبح أمرا صعبا نظرا لوعورة المسالك ذات المنحدرات والمنعرجات الخطيرة، مما يجبر الناس إلى الخلود في أكواخهم، يقول محمد نعيم في تصريح ل "رسالة الأمة"، مضيفا أن النقص في المؤن والمواد الاستهلاكية يضاعف من معاناتهم، لذلك كانت هذه المبادرة الإنسانية. ويضيف، إن الباعث وراء المبادرة التي نظمتها الجمعيتان أخيرا، والتي كانت "رسالة الأمة" برفقتها، جاءت بالصدفة حين كان نعيم صحبة أصدقائه يقومون بجولة في المنطقة في إطار ممارستهم رياضتهم المفضلة، وهي تسلق الجبال. ويقول نعيم، إن وقوفه على معاناة الساكنة عن كثب وظروف عيشهم الإنسانية الصعبة، حفزته لاتخاذ هذه المبادرة الخيرية صحبة جمعية فسائل، وذلك بعد رصد احتياجات الساكنة. "رسالة الأمة"، وقفت على ظروف سكن بعض هذه الأسر، بعضها بالحجارة وأخرى عبارة عن كهوف، حفروها وسط الجبل وبنوا جزءا منها بالأحجار، والملاحظ أن هذه الأكواخ يعمها لون السواد الناتج عن مخلفات حطب التدفئة، لغياب منافذ التهوية.