رفعت أحزاب المعارضة (حزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاتحاد الدستوري)، ملتمسا إلى حضرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، ملتمسا باعتبار سدة جلالته العالية بالله رئيس الدولة، وممثلها الأسمى، ورمز دوامها واستمرارها، والحكم الأسمى بين مؤسساتها، والساهر على احترام الدستور، وحسن سير المؤسسات الدستورية وعلى صيانة الاختيار الديمقراطي، وحقوق وحريات المواطنين والجماعات وعلى احترام المعاهدات الدولية للمملكة، تلتمس التحكيم السامي لجلالته حفظه الله على إثر التصريحات المنافية لدستور المملكة الصادرة عن السيد رئيس الحكومة. ونقدم في ما يلي النص الكامل للملتمس الذي رفعته أحزاب المعارضة إلى السدة العالية بالله صاحب الجلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتأييد. الموضوع: طلب تحكيمكم السامي على إثر التصريحات المنافية لدستور المملكة الصادرة عن السيد رئيس الحكومة. سلام تام بوجود مولانا الإمام، وبعد، مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله، نتوجه إلى جنابكم الشريف بملتمسنا هذا باعتبار سدتكم العالية بالله رئيس الدولة، وممثلها الأسمى، ورمز دوامها واستمرارها، والحكم الأسمى بين مؤسساتها، والساهر على احترام الدستور، وحسن سير المؤسسات الدستورية وعلى صيانة الاختيار الديمقراطي، وحقوق وحريات المواطنين والجماعات وعلى احترام المعاهدات الدولية للمملكة، لكي نعرض على جلالتكم ما يلي : أنه خلافا للاختيار الديمقراطي المبني على المشاركة والتعددية والاحترام المتبادل بين المؤسسات، أضحى السيد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية يستغل موقعه كرئيس الحكومة المغربية لكي يمرر في خطاباته، خاصة مع اقتراب موعد انتخاب المؤسسات التمثيلية للدولة، تصريحات تنتهك اختيارات الأمة المغربية في مواصلة بناء دولة ديمقراطية يسودها الحق والقانون واحترام المؤسسات لبعضها البعض، ويتمتع فيها الجميع بالأمن والحرية والكرامة وتكافؤ الفرص. مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله، صدرت عن السيد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في المدة الأخيرة عدة تصريحات يستغل فيها موقعه كرئيس للحكومة، من بين تلك التصريحات – كمثال فقط - تلك التي ألقاها بإقليم الرشيدية بتاريخ 15 مارس 2015، والتي يزعم فيها أن جنابكم الشريف تعرض لضغوطات كادت أن تسقط الحكومة، وأنه لولا صمود جلالتكم لكانت الحكومة التي يترأسها في مهب الريح. مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله، تشكل هذه التصريحات الصادرة عن السيد رئيس الحكومة المغربية من موقعه كأمين عام لحزب العدالة والتنمية، خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات، بمثابة إقحام للمؤسسة الملكية في المنافسة السياسية التي ستجرى بين الأحزاب المغربية في الانتخابات المقبلة؛ وذلك على النحو الذي يهدف من ورائه السيد رئيس الحكومة المغربية إلى إيصال معلومات خاطئة ومغلوطة للشعب المغربي مفادها أن الحزب الذي يترأسه يظل الحزب المميز لدى جنابكم الشريف، وأنه الحزب الوحيد الذي يهدف إلى الإصلاح وحسن التدبير، وأن باقي الأحزاب خاصة تلك الغير المشاركة في الحكومة تعمل على عرقلة عمل الحكومة التي يترأسها وتحاول إسقاطها بطرق غير مشروعة. مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله، إن مثل هذه التصريحات والإيحاءات التي يقحم فيها السيد رئيس الحكومة المغربية، من موقعه كأمين عام لحزب سياسي، سدتكم العالية بالله لن يترتب عنها سوى انتهاك مبدأ المساواة بين مختلف الأحزاب السياسية خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات، وبالتالي سوى عرقلة الاختيار الديمقراطي والمنافسة المبنية على تكافؤ الفرص بين الأحزاب السياسية باعتبارها مؤسسات دستورية متساوية فيما بينها. مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله، أمام هذا الوضع الذي تنتهك فيه مقومات الدولة الديمقراطية بفعل التصريحات والإيحاءات الصادرة عن السيد رئيس الحكومة، خاصة مع اقتراب موعد الاستحقاقات، وحتى لا نضطر إلى المواجهة العلنية التي لن تفيد إلا خصوم بلادنا، كما أنها ستبخس العمل السياسي وتضرب في الصميم نبله بالشكل الذي سيؤثر سلبا على الاختيار الديمقراطي للمملكة المغربية؛لا يسعنا إلا أن نتوجه إلى جنابكم الشريف ملتمسين تحكيمكم باعتبار سدتكم العالية بالله الحكم الأسمى بين مؤسسات الدولة. مولانا صاحب الجلالة أعزكم الله، أبقاكم الله يا مولانا ذخرا لهذه الأمة ومنارا هاديا يضيء طريقها ويوجه خطاها،وحصنا حصينا لسيادتها وعزتها،ورائدا وقائدا لأمجادها ومفاخرها ومنبع الإلهام لها، وسدد خطاكم وعزز مسعاكم وأسدل على جلالتكم رداء الصحة والعافية وشملها بالألطاف الربانية، وحقق على يديكم وفي عهدكم ما يصبو إليه الشعب المغربي من بلوغ مدارج الرقي وقمة المناعة، وأقر عينكم بسمو ولي عهدكم الأمير الجليل مولاي الحسن وسائر أفراد أسرتكم الشريفة إنه سميع الدعاء وبالاستجابة جدير. حرر بالرباط، في يوم الخميس 5 جمادى الآخر ( 26 مارس 2015 ). حزب الاستقلال - حزب الأصالة والمعاصرة - حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية- حزب الاتحاد الدستوري