تدخلت عناصر الأمن لتفريق مسيرة نظمتها أول أمس الأحد جمعيات أمازيغية بالدارالبيضاء دعت إليها حركة "توادا" من أجل الاحتجاج ضد تعاطي الحكومة مع ضحايا ومنكوبي فيضانات الأقاليم الجنوبية. واستغرب المصدر ذاته من تفريق مسيرة الجمعيات الأمازيغية، لأن الطلب المقدم للسلطات المحلية ينص على ذلك، فيما لم يؤكد ما إذا كانت حركة "توادا" قد تسلمت رخصة من السلطات المحلية بمدينة الدارالبيضاء لتنظيم هذه المسيرة أم لا. وردد المحتجون عبارات الاستنكار، ومجموعة من الشعارات المنددة بهذا التعامل الذي لم يلق استحسانا لدى الرأي العام والمتتبعين لهذا الحادث المأساوي، على حد تعبيرهم. واستنكر المحتجون تعامل المسؤولين مع ضحايا ومنكوبي الفيضانات التي ضربت الأقاليم الجنوبية ، أضف إلى ذلك الاستخفاف بحرمة الأموات بعد أن تم الاستعانة بشاحنات لنقل الأزبال لحمل جثث الضحايا" على حد تعبيرهم. وكانت المناطق الجنوبية قد شهدت فيضانات وسيولا واضطرابات جوية خلفت 47 قتيلا، بحسب الإحصاءات الرسمية، وجرفت مباني وأتلفت ممتلكات، وحولت مدن كلميم وتزنيت وسيدي إيفني وغيرها إلى بركة مائية كبيرة، وتقطعت الأوصال بين أحياء المدينة الواحدة، كما قطعت الفيضانات الطرق الرابطة بين هذه المدن، وبينها وبين مدن شمال المغرب لأيام. وقد زاد من حدة آثار الفيضانات ما اعتبره المتضررون تأخر الجهات المسؤولة في التدخل لإنقاذهم من الفيضانات التي حاصرتهم ، وانتشال جثث الذين قضوا منهم أو البحث عن المفقودين الذين كانت تمر الساعات طويلة على أهلهم في البحث عنهم، ومعها ضعف آمالهم في العثور عليهم أحياء، ومما زاد الأمر تعقيدا انقطاع شبكات التيار الكهربائي والهاتف والإنترنت في أكثر الليالي غزارة في الأمطار. مشهد آخر لم يكن إلا ليزيد من حرارة الانتقادات ، وهو يتعلق برواج صور في مواقع التواصل الاجتماعي لجثث بعض ضحايا هذه الفيضانات محمولين في شاحنة لنقل القمامة.