في اتصال هاتفي أجرته “رسالة 24” مع سعاد ابنة الراحلة خديجة جمال فور توصلنا بخبر الوفاة اكدت لنا سعاد ان الفقيدة توفت اليوم الجمعة على الساعة الواحدة بعد زوال اليوم بالجزائر العاصمة بمستشفى “فابور” البليدة للأمراض الصدرية و هي محاطة بأفراد من عائلتها بنتاها سعاد وحليمة وابنها علي واحفادها كما اخبرتنا ان جثمان الراحلة سيوارى الثرى غدا السبت عند صلاة الظهر بمقبرة “العالية” بالعاصمة الجزائرية وتجدر الاشارة الى ان الراحلة كانت مستقرة بالمغرب فور عودتها من الجزائر في الثمانينات لكنها عادت اليها بعدما اصيبت قبل 4 شهر بكسر بليغ في الحوض اضطرت معه الى المكوث في المستشفى مدة طويلة لكن بعد خروجها لم تجد الراحلة من يعتني بها لأنها كانت تعيش وحيدة بشقة متواضعة بحي المعاريف فانتقلت رفقة اولادها الذين اخدوها للعيش معهم بالجزائر ويعد 4 اشهر وافتها المنية بين اولادها و احفادها. تُعتبر خديجة جمال أول امرأة مغربية مارست المسرح في شكله الاحترافي وتعود علاقتها بالتمثيل منذ أن كانت تدرس في المدرسة الابتدائية، وبعدما حصلت على شهادة التعليم الابتدائي العربي سنة 1948، مارست التمثيل في فرقة “العروبة” بدرب السلطان، وتم اختيارها لتؤدي دور كومبارس في إحدى المسرحيات التي عرضها يوسف وهبي في سينما ريالطو حين زار المغرب سنة 1952، وهي السنة التي التحقت فيها خديجة جمال بفرقة المعمورة، بعد تجربة زواج فاشلة. التحقت خديجة بفرقة المعمورة وهناك تدربت خديجة جمال على دورها في مسرحية ” المعلم عزوز ” التي قدمتها الفرقة في إطار جولة مسرحية في مجموعة من المدن والقرى المغربية. وتحكي لنا خلال احدى زياراتنا لها سنة 2016 أنه بعد الاستقلال جاء ولي العهد مولاي الحسن إلى غابة المعمورة اثناء التدريب على مسرحية ” هاملت ” فطلب من أعضاء الفرقة أن يأتوا إلى القصر الملكي ويعرضوا مسرحية ” المعلم عزوز ” الكوميدية للترفيه عن أفراد العائلة الملكية، وهناك كان أول لقاء لأعضاء الفرقة مع ملك البلاد سنة 1958 انقطعت خديجة جمال عن التمثيل، وكانت آخر مسرحية شاركت فيها مع الفرقة هي مسرحية ” ثمن الحرية ” التي أخرجها زوجها الجزائري محمد فراح و الذي غادر هو وزوجته خديجة جمال وأبناؤه المغرب بصفة نهائية في اتجاه الجزائر بعد حصولها على الاستقلال، حيث تقلد هناك عدة وظائف منها مدير ديوان وزير الخارجية في عهد الرئيس بن بلة، ومدير الغرفة التجارية المغربية التونسية في عهد الرئيس هواري بومدين.