سادت، قبل قليل، حالة من الخوف والرعب الشديد في صفوف عموم المواطنين من مستعملي شارع إنجلترا وسط مدينة طنجة، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الركض فرارا من الموت المحقق، وذلك بعدما اصطدمت حافلة للنقل الحضري تابعة لشركة (ألزا)، الفائزة بصفقة التدبير المفوض لخدمات النقل بعاصمة البوغاز سنة 2014، بسور الصلب لاعدادية محمد الخامس المجاورة لمسرح الحادثة، بسبب خلل في الفرامل. وحسب شهود عيان من بين الراجلين الناجين الذين عاينوا الواقعة، فإن سائق الحافلة التي تؤمن الرحلة على خط حي سيدي إدريس، وبعد أن تنبه إلى أن الفرامل لا تشتغل بالشكل الجيد والمطلوب، حاول الانعطاف إلى جانب الطريق، مفضلا الانحراف بالحافلة قاصدا منطقة معزولة وخالية نسبيا من المارة، قبل أن ترتطم العربة بسور المؤسسة التعليمية الذي حد نسبيا من سرعتها، حيث اندفعت وبقوة كبيرة نحو أسفل المنحدر في اتجاه ساحة 9 أبريل (السوق البراني)، بشكل خطير، وذلك قبل أن تتوقف بطريقة مفاجئة، بعد أن اصطدمت ب 4 سيارات صغيرة من نوع فياط، فورد، رونو كليو، وبوجو بارطنير، حيث لم يسفر هذا الحادث عن أي ضحايا بشرية على نحو خطير، مع تسجيل إصابة فتاتين بإصابات طفيفة نقلتا على إثرها إلى المستشفى الجهوي محمد الخامس لتلقي العلاج الضروري، فيما خلف الحادث خسائر مادية فادحة في السيارات الأربع، وكدا بالحافلة المتورطة في الحادثة. إلى ذلك، فقد فتحت مصلحة حوادث السير الأولى، التابعة لولاية أمن طنجة، تحقيقا عاجلا حول ظروف وملابسات الواقعة التي لولا الالطاف الالهية، لكانت قد أسفرت عن وقوع فاجعة حقيقية ومجزرة طرقية جديدة، كانت ستنضاف إلى جملة الحوادث الخطيرة والمميتة التي شهدتها مؤخرا طرق طنجة، علما أن معطيات التحقيق الأولية حول الحادثة، تفيد بأن الحالة الميكانيكية المتدهورة للحافلة المتهالكة بسبب عدم الصيانة المستمرة وضعف آليات المراقبة الطرقية، ومعضلة الفحص التقني وخروقاته، والغياب التام للجان تتبع تنفيذ عقد الامتياز التابعة للمجلس الجماعي الخارجة عن التغطية، قد تكون وراء الحادثة، حيث يفترض اجتماع كل هذه العوامل، لتكون السبب الرئيسي حول انزلاقها في منحدر شارع انجلترا المكتظ بتلك الطريقة الرهيبة. معلوم، أنه سبق لحافلة تابعة لنفس شركة النقل العمومي "ألزا" وأن تورطت في حادث مماثل وبنفس الشارع، يوم 9 يونيو 2015، حيث خلف الحادث ساعتها، إصابة شخص واحد بجروح، فضلا عن تهشم واجهة الحافلة بالكامل، والتي انزلقت بسبب عطب تقني طارئ على مستوى الفرامل، داخل المنطقة الخضراء الملحقة بالمندوبية الإقليمية للثقافة.