قالت منظمة التعاون الإسلامي، أمس الثلاثاء، إن إعلان البرلماني الهولندي خيرت فيلدرز إجراء مسابقة دولية حول رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في وقت لاحق من هذا العام، يعتبر تحريضا على الكراهية. وقد حذرت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي من ما وصفته ب "الخطة الخبيثة" للبرلماني الهولندي خيرت فيلدرز، إجراء مسابقة دولية حول رسوم كاريكاتورية للنبي محمد. وكان السياسي الهولندي اليميني الشعبوي قد صرح في وقت سابق بأن مقر البرلمان الهولندي سيستضيف مسابقة دولية لرسومات كاريكاتورية حول النبي محمد صلى الله عليه. وأدانت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة الخبيثة للبرلماني الهولندي خيرت فيلدرز لإجراء مسابقة دولية حول رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم في وقت لاحق من هذا العام. ودعت الهيئة، التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقرا لها، في بيان لها أمس الثلاثاء، الحكومة الهولندية إلى اتخاذ خطوات عملية فورية لمنع هذا "الاعتداء التعسفي"، الذي يمس الحساسيات الدينية لأكثر من 1,6 مليار مسلم حول العالم، مؤكدة أن هذه المسابقة يمكن أن تؤدي إلى إشعال وتعزيز ثقافة التعصب والتحريض على الكراهية. وقالت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان إنها "إذ تعتبر الهيئة حرية التعبير حقا أساسيا من حقوق الإنسان، وهو أمر حيوي لبناء مجتمعات ديمقراطية مستقرة وسلمية وتقدمية، إلا أن نطاق حرية التعبير ليس مطلقا، كما هو منصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، إذ تقتضي ممارستها "واجبات ومسؤوليات خاصة" لضمان التماسك المجتمعي، وكذلك احترام حق وسمعة الآخرين. وأضافت الهيئة أن هذه المنافسة التدنيسية المخطط لها هي محاولة واضحة للسخرية من أكثر شخصية تبجيلا في الدين الحنيف، وسعيا متعمدا للتحريض على الكراهية الدينية والتمييز ضد المسلمين، وهو ما يعتبر انتهاكا واضحا للمادة 20 (2) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وأكدت الهيئة أن محاولات فيلدرز الرخيصة للازدراء وتشويه صورة الدين الإسلامي تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية ضيقة على حساب التحريض على الكراهية الدينية وعدم التسامح وتقسيم الإنسانية. في يونيو الماضي، أعلن زعيم حزب "الحريات" الهولندي المتطرف خيرت فيلدرز، أن الحزب سينظم مسابقة كاريكاتورية موضوعها النبي محمد. وأفاد فيلدرز أن تقديم الطلبات للمشاركة في المسابقة سينتهي في 31 آغشت الجاري، موضحا أن أكثر من 200 رسام تقدموا للمشاركة في المسابقة، وأن الجائزة المرصودة لها تبلغ 10 آلاف دولار. وترى الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان لمنظمة التعاون الإسلامي أن تزايد مستوى كراهية الأجانب والتعصب في أوروبا على وجه الخصوص، وفي العالم أجمع، يجب مواجهته من خلال تعزيز ثقافة التسامح واحترام التنوع الثقافي والديني وتشجيع الحوار بين الأديان والثقافات على جميع المستويات. كما تؤيد الهيئة بيان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي بأنه "حان الوقت لوضع صكوك قانونية ملزمة دوليا لمنع التحريض والعنصرية والتمييز والكراهية الدينية".