كشفت مصادر متطابقة ل"رسالة 24″، أن طفلا في ربيعه الثامن، قد توفي أمس الجمعة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالشاون، بعدما تعرض لعضة كلب "مسعور" بدوار "أمكرول" بالجماعة القروية تروال، قيادة تروال، بإقليم وزان. وذكرت مصادر حقوقية محلية، أن الطفل المتوفى، قد تعرض للعض من قبل كلب مسعور الشهر الماضي، جوار منزله، حيث ثم نقله إلى المركز الصحي المحلي للتلقيح ضد السعار. وأضافت ذات المصادر، أنه وبعد أسبوع من الواقعة، عاد الطفل مرة أخرى إلى نفس المركز، وتم تقديم التلقيح له للمرة الثانية والثالثة، قبل أن يتفاجأ الجميع الاثنين الماضي، بارتفاع مفاجئ في درجة حرارته، ليتم نقله بداية الأمر إلى مستشفى أبو القاسم الزهراوي بوزان، قبل أن يتم نقله من جديد نتيجة تدهور حالته نحو الأسوأ، إلى مستسفى محمد الخامس بالشاون، وذلك قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة داخل غرفة الانعاش. وتشتكي ساكنة مدينة وزان والجماعات والدواوير المحيطة بها، من ظاهرة الانتشار الكبير للكلاب الضالة الحاملة للأمراض المعدية في عموم شوارعها وأزقتها الرئيسية والهامشية وأحيائها السكنية، بحثا عما تقتات به من نفايات الأسماك والدواجن وبقايا مأكولات المطاعم والتي أصبحت ظاهرة تشكل مصدر قلق للساكنة المحلية وزوار المدينة من داخل وخارج الوطن، والسياح الأجانب. معلوم، أنه قد مرت اليوم حوالي 33 سنة على تطبيق برنامج مكافحة داء الكلب في المغرب، المعروف وسط عموم المواطنين ب"مرض الجهل"، دون أن ينقضي الحديث حول مضاعفاته الخطيرة ونتائجه المأساوية، بسبب ما يخلفه من إصابات متنوعة ووفيات سنويا بين الأطفال والشباب، هذا في الوقت الذي تسجل فيه2000 حالة من داء الكلب سنويا بالمغرب 181 منها سجلت في الدارالبيضاء وحدها. ويعتبر داء الكلب "السعار" واحدا من الأمراض، ذات المصدر الحيواني في المغرب، منذ سنة 1986، إذ أن أكثر من 85 في المائة من الحالات المصابة، ناتجة عن عضات الكلاب، المعتبرة أول سبب للإصابة بالداء على الصعيد الوطني، وأول مخزن للفيروس المسؤول عن المرض، حيث يقدر المتوسط السنوي لحالات الإصابة بالسعار ب 146 حالة عند الحيوانات، و22 حالة عند الإنسان. وأوضح مسؤول بمديرية الأوبئة في وزارة الصحة، خلال اللقاء الثالث لمكتب خبراء داء الكلب في القارة الإفريقية، الذي احتضنته مدينة الدارالبيضاء، أن الكلاب في المغرب مسؤولة عن 31 في المائة من الحالات المصابة بداء السعار، وبأن 77 في المائة من هذه الحالات تحدث في العالم القروي، و23 في المائة في العالم الحضري. وتعتبر فئة الأطفال والشباب الأكثر تعرضا للداء، 83 في المائة من الحالات من الذكور، و17 في المائة من النساء، 69 في المائة من حالات الإصابة بالداء، تكون بسبب كلاب ضالة، و27 في المائة عن طريق كلاب غير ضالة، بينما تتسبب القطط في 2 في المائة من الحالات المرضية و1 في المائة يكون سببها البقر. وتأتي 33 في المائة من الإصابات عقب التعرض لعضات على مستوى اليد و27 في المائة بواسطة عضات على مستوى الرأس والعنق. وبالرغم من ذاك، فقد أعلن عن تسجيل تراجع في عدد الإصابات بداء الكلب في المغرب، "بفضل تتبع استراتيجية لمكافحة الداء"، إلا أن الخبراء ربطوا استمرار تسجيل الوفيات وسط المصابين بالسعار، بإهمالهم لأخذ اللقاحات المناسبة المقاومة لعضات الحيوان، موضحين أن 37 في المائة من الذين تظهر عليهم الأعراض، خلال شهر إلى شهرين، يلقون حتفهم، و84 في المائة من الحالات لم تخضع للقاح.