يتطلع محرك "غوغل" إلى رقمنة كل الكتب التي نشرت في العالم رغم انتقاد هذا المشروع الضخم في العديد من الدول الأوروبية، التي تتهم الشركة بالسعي وراء الربح المادي على حساب الاهتمام بالثقافة والأدب. يتطلع محرك "غوغل" للبحث على الأنترنت إلى رقمنة كل الكتب التي نشرت في العالم بالرغم من الانتقادات التي يثيرها هذا المشروع الضخم في العديد من الدول الأوروبية، التي تتهم الشركة الأمريكية بالسعي قبل كل شيء وراء الربح المالي على حساب الاهتمام الفعلي بالثقافة والأدب. وكانت "غوغل" قد تمكنت من رقمنة ما يقارب 7 مليون كتاب في الولاياتالمتحدة منذ 2004، انتهت حقوق نشرها لتعيد لهم الحياة من جديد عبر الإنترنت وبفضل المساعدات التي قدمها الناشرون الأمريكون. وفي 2008، وبعد سنوات من المعركة القضائية، اتفقت "غوغل" وجمعيات أمريكية للناشرين، إضافة إلى نقابة الكتاب، على تقاسم الأرباح التي تم جنيها من هذه العملية - "غوغل" تحصل على 37 بالمائة من الأرباح في حين تقاسم البقية 63 بالمائة. مدير "غوغل" توعد بعدم رقمنة الكتب المطروحة في الأسواق الأوروبية ويخشى الناشرون الأوربيون أن يستغل "غوغل" الاتفاق الذي وقعته الشركة في الولاياتالمتحدة لبيع كتبهم من دون موافقتهم، وبحجة أنها غير متوفرة في الأسواق الأميركية. وفي لقاء جمع مدير "غوغل" دان كلانسي بممثلين من الاتحاد الأوروبي، دافع ممثل الشركة الأمريكية عن مشروعه قائلا "من الضروري عدم إهمال ونسيان الكتب التي لا تتوفر في الأسواق، ومهمة غوغل تكمن في مساعدة الناس على إيجادها". كما توعد بعدم رقمنة الكتب التي لا تزال مطروحة في الأسواق الأوروبية، موضحا أن هذه العملية لن تتم إلا بعد موافقة الناشرين وذوي الحقوق. وعلقت ممثلة جمعية الناشرين الألمان جسيكا سنجر على وعود دان كلاسني قائلة "إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، وهذا يدل على أننا قادرون على فرض تغييرات على الاتفاق الذي وقع في الولاياتالمتحدة بين غوغل والناشرين، خاصة وأن القضاء الأمريكي لم يصادق عليه بعد". ويعد المدير العام السابق للمكتبة الوطنية الفرنسية "فرنسوا ميتران"، جون نوال جينيني، من أبرز المناهضين لفكرة رقمنة الكتب في فرنسا. ولم يفوت الفرصة لانتقاد المدير الحالي للمكتبة دونيس بروكمان الذي أعلن عن بدء مشاورات مع "غوغل" لرقمنة كتب المكتبة، لكن سرعان ما تراجع عن قراره بسبب ارتفاع تكلفة هذه العملية التي قدرت ما بين 50 و80 مليون يورو. يذكر أن مكتبة "فرانسوا ميتران" قد تمكنت بفضل إمكانياتها الخاصة رقمنة ما يقارب عن 250.000 كتاب. فرنسا تبدي تخوفها من المشروع ويخشى مدير المكتبة الوطنية الفرنسية السابق أن يحتكر "غوغل" سوق رقمنة الكتب في العالم، فيما أبدت السلطات الفرنسية تخوفها من هذا المشروع. وصرح نائب مدير الكتاب والثقافة في وزارة الثقافة الفرنسية نيكولا جورج في هذا الصدد "محرك غوغل يحتوي عددا لا يحصى من الكتب نشرت في أوروبا، مما يمكنه من رقمنتها في المستقبل من دون أن يطلب التراخيص اللازمة من أصحابها". وأضاف "ستقدم وزارة الثقافة الفرنسية كل ملاحظاتها للقضاء الأمريكي". من جانبه، صرح وزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران في 19 آب/ أغسطس الماضي أن رقمنة التراث الثقافي والأدبي الفرنسي لن يتم إلا "بضمان الاستقلالية الوطنية التامة".