انتهت مسيرة 20 فبراير بمدينة تازة بشكل دموي، حيث أصيب11 محتجا في مواجهات مع القوات العمومية، قبل أن يتم نقلهم إلى المستشفى الإقليمي ابن باجة. وكان أكبر حادث أثار استغراب المتظاهرين هو خروج محمد القبلي، أحد أعضاء الحركة، الذي يشغل نائب الرئيس الوطني ل«جمعية أسر شهداء ومفقودي الصحراء المغربية»، أمام الملأ، وفي فيديو نشره موقع «يوتوب»، مصرحا بأنه تعرض للاغتصاب من طرف عناصر أمنية قال إنهم ساقوه إلى السيارة وأشبعوه ضربا وركلا ثم نزعوا سرواله وبدؤوا يتحسسون أعضاءه الحميمية بأيديهم. وبدأت المواجهات حين تصدت الأجهزة الأمنية الإقليمية للمسيرة، التي انطلقت من حي المسيرة متجهة إلى أحياء أخرى، حيث لجأ المنظمون إلى تغيير المسار نحو حي المستقبل، لتنطلق المسيرة من جديد في الطريق الوطنية رقم 5، الرابطة بين فاس ووجدة، في اتجاه حي طريق الوحدة، حيث تدخلت قوات الأمن بالقوة لمنع زحف المتظاهرين. وفي الدارالبيضاء عرفت مسيرة الأحد لحركة 20 فبراير عودة المواجهات بين المجموعة الممنوعة من حضور الجموعات العامة (تطلق على نفسها «اتحاد مستقلي 20 فبراير») وبين باقي مكونات الحركة. ولم تخل مسيرة البرنوصي من تبادل السب والضرب بين الطرفين، فبينما وصف المحسوبون على العدل والإحسان واليسار الراديكالي، وضمنهم بعض المستقلين، «اتحاد مستقلي20 فبراير» بالبلطجية، وصفهم هؤلاء بأنهم يخدمون أجندة خارجية ونقيضة لأرضية 20 فبراير. وقد تدخلت عناصر الأمن، في سابقة من نوعها، لفض اشتباك الطرفين المتشبثين بالانتماء لنفس الحركة. وعلمت «المساء» من مصدر مقرب أن أعضاء «اتحاد مستقلي 20 فبراير» وأمام ما يعتبرونه «انحراف الحركة عن أهدافها» قد يلجؤون إلى التحالف مع حركة 9 مارس، في شكل احتجاجي جديد، سيظهر بداية من الأحد المقبل، بلافتات وشعارات، وسيارة مكبرات الصوت خاصة به. كما أضاف نفس المصدر أن «اتحاد مستقلي 20 فبراير» ينسقون مع جهات سياسية متحكمة في نادي الوداد البيضاوي لدعمهم بمشجعي الفريق في مواجهة العدل والإحسان واليسار. هذا الأمر نفاه بقوة موسى سراج الدين، منسق «اتحاد مستقلي 20 فبراير» قائلا: «لا فكاك لنا مع الحركة ولا يمكن أن ننسق مع 9 مارس، رغم أن أحد أعضاء العدل والإحسان اعتدى على أحد أعضائنا، لكننا سنحضر بقوة خلال الجمع العام المقبل». وعرفت مسيرة أول أمس الأحد بالبرنوصي ارتباكا على مستوى التنظيم، أرجعه أحد أعضاء التنسيقية المحلية إلى «غياب مناضلي حزب الطليعة، الذين ينحدر أغلبهم من هذا الحي، الشيء الذي أدى إلى تغيير مسار المسيرة عن المسار الذي تم سلكه خلال آخر مسيرة بهذا الحي. كما أن الركوب على اختصاصات لجنة الشعارات من طرف أفراد لا علاقة لهم بها تسبب في مزيد من التشنج». وتميزت مسيرة الأحد برفع شعارات تدعو إلى مقاطعة الانتخابات مثل «يا مغربي يا مغربية.. الانتخابات مسرحية عليك وعليّ». وبررت إحدى عضوات التنسيقية المحلية ذلك ب«قرب موعد الانتخابات التشريعية التي أصبح واضحا منذ الآن أنها ستفرز نفس النخب الفاسدة التي تشرع للمغاربة وتتحكم في رقابهم». وبدت مشاركة عائلات معتقلي «السلفية الجهادية» واضحة من خلال النساء المنقبات والأطفال الذين رفعوا شعارات مطالبة بإطلاق سراح ذويهم. وكانت كل من «اللجنة المشتركة لتنسيقية المعتقلين السابقين» و«تنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة» دعتا عائلات «السلفيين»إلى المشاركة بقوة في مسيرة 20 فبراير تحت شعار «إلى متى سيظل آباؤنا ضحايا التحالفات والصفقات المشبوهة؟».