أربك العثور على رجل مقطوعة بمزبلة مديونة بالبيضاء رجال النظافة وسائقي شاحنات نقل النفايات صباح الثلاثاء الماضي، ما أدى إلى استنفار الأجهزة الأمنية وعناصر الدرك الملكي والسلطة المحلية. وأوضحت مصادر «الصباح» أن مصالح الدرك، التابعة لسرية عين السبع، حضرت المعاينة وباشرت الأبحاث الأولية، قبل حضور عناصر من مصلحة الطب الشرعي، التي نقلت الرجل من أجل إجراء الأبحاث عليها لتحديد ملابسات رميها في المزبلة، والتعرف على هوية صاحبها. وأشارت المعاينة الأولية التي بوشرت في المكان إلى أن الرجل مقطوعة باحترافية عالية، كما أنها متعفنة عند مستوى القدم، لتنطلق أبحاث ميدانية لتحديد مصدر العضو الآدمي سالف الذكر. وأفادت المصادر أن فرضية الشبهة الجنائية كانت قائمة منذ المعاينة الأولى، موازاة مع فرضية أخرى تتعلق بالنفايات الطبية، ما عجل بإجراء بحث مع العاملين في المزبلة لتحديد الشاحنة التي رمت النفايات حيث كانت توجد الرجل المبتورة. وتمكنت عناصر الدرك الملكي من الاهتداء إلى أن الأزبال التي رميت في المكان، استجلبت من تراب عمالة مقاطعة عين الشق، قبل تضييق البحث بعد التأكد من أن الأمر يتعلق بنفايات طبية. وجرى تحديد مسار البحث وفق النتائج سالفة الذكر لتحديد المصحات والمستشفيات التي توجد في منطقة عين الشق، قبل تحديد مصدر الرجل المبتورة، إذ انتهت التحقيقات إلى أن مصحة خاصة توجد بالمنطقة، أجرت عملية بتر رجل مريض، ليعطي الوكيل العام بعد ذلك أمرا بإجراء بحث مع كل من ثبت تورطه في رمي الرجل المبتورة، وأيضا لمعرفة طريقة تبديد النفايات الطبية وشروطها الصحية والبيئية. وأوضحت المصادر نفسها أن الأمر يتعلق بمشكل مطروح على وزارة الصحة، إذ باستثناء مستشفى ابن رشد الذي يربطه عقد مع شركة برتغالية متخصصة في جمع وتبديد النفايات الطبية، تعيش المصحات حالة من الفوضى، وترمي بقايا العمليات الجراحية والأجزاء الآدمية المستأصلة، في حاويات النفايات العادية، أو تنقلها لرميها في أرض خلاء دون اتخاذ شروط السلامة والمحافظة على البيئة والصحة، ما يمكن أن تكون له انعكاسات خطيرة. وكان عمال النظافة بمنطقة آنفا رفضوا في وقت سابق نقل نفايات إحدى المصحات، بسبب الخوف من العدوى، إذ كلما فتحوا حاوية القمامة لإفراغها في الشاحنة يفاجؤون بوجود أجزاء مستأصلة ملطخة بالدماء ناهيك عن النفايات الأخرى. ويفترض في المصحات الخاصة أن تتوفر على فرن خاص بتبديد نفاياتها وألا تخلطها مع النفايات العادية، إلا أن هذا الشرط لا يتوفر لدى غالبية تلك المصحات. وكانت دراسة أشارت إلى أن عمال النظافة هم الأكثر عرضة للإصابة بأمراض خطيرة نتيجة تعاملهم المباشر مع النفايات الطبية، في غياب أبسط الوسائل المخصصة لذلك، وهو الأمر الذي يجعلهم عرضة للمرض والعدوى جراء إصابات بالإبر الطبية التي تكون عادة متعفنة أو تحمل فيروسات خطيرة.