يتوقع أن تستقطب الزاوية القادرية البودشيشية بمداغ إقليمبركان في الساعات المقبلة،أزيد من مائة ألف زائر سيشركون في إحياء عيد المولد النبوي الشريف.وتتواصل الاستعدادات بمقر الزاوية لاستقبال ألاف المريدين وأتباع الطريقة الذين يفدون على المقر الرئيسي للزاوية من القارات الخمس. و افتتحت الطريقة البودشيشية أنشطتها الاحتفالية، كما هو الشأن كل سنة، بأعمال اجتماعية لفائدة المعوزين ، إضافة إلى عقد لقاءات علمية تجمع مختصين في إطار الملتقى العالمي للتصوف الذي انطلقت أشغاله أول أمس الأربعاء. وستتوج هذه الأنشطة بالليلة الكبرى (الاحتفال الرئيسي بذكرى المولد النبوي)، التي يحضرها أكثر من مائة ألف شخص والتي تنظم مساء يوم العيد (ليلة السبت الأحد المقبلين).وتساهم احتفالات المولد النبوي بالزاوية القادرية ، في تنشيط الحركة الاجتماعية والاقتصادية بقرية مداغ و إقليمبركان بصفة عامة،إذ يكثر الرواج التجاري ، ويغتنم العديد من الباعة الموسمين هذه المناسبة لعرض مختلف المواد الاستهلاكية قرب الزاوية ، كما تنتعش حركة النقل بضواحي بركان، وتعيش قرية مداغ أسبوعا كاملا من الرواج ،ينسيها السكون الذي يطبعها طيلة سنة. وتفد غالبية المريدين وأتباع الطريقة من داخل المغرب ، ومن بعض الدول العربية، مثل فرنسا واسبانيا ، وبلجيكا، وبريطانيا، وكذا من بلدان افريقية ، مثل السنغال ، ومالي .تمارس الطريقة إغراء،خاصا على العديد من الأشخاص اللذين ينتسبون إليها من بينهم شخصيات وازنة في عالم السياسة ، والاقتصاد .وتستقطب الطريقة عددا متناميا من المثقفين والأساتذة ، والأطباء من بين شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية في المغرب الشيخ سيدي المختار بن محيالدين (ت 1914 ) والشيخ سيدي أبو مدين بن المنور (ت 1955 ). الذي أخرج الطريقة من مرحلتها التبر كية إلى السلوك التربوي، وقد حصل على الإذن بالتربية الذي حصله بعد بحث ومجاهدة روحية شاقة. وقد تابع بعده هذه الوظيفة التربوية كل من سيدي الحاج العباس ثم ابنه سيدي حمزة(الشيخ الحالي للطريقة) باعتبارهما الوارثين الروحيين لسيدي أبي مدين؛ وقد عملا على تجديد الطريقة فانتشرت انتشارا متميزا. فقبيل وفاة سيدي أبي مدين سنة 1955، أبلغ سيدي العباس أنه وارث سره، وقد كانهذا الأخير مثالا للتواضع ونكران الذات فلم يعلن هذا الأمر، واستمر في خدمته للطريق سنوات، إلى أن اضطر إلى الاضطلاع بمهام ومقتضيات المشيخة. وقد كان سيدي حمزة ابن العباس مؤهلا ومأذونا من قبل سيدي أبي مدين للقيام بمهام التربية والإرشاد، كما أكد ذلك والده سيدي العباس؛ إلا أنه بقي مريدا لوالده تأدبا معه وامتثالا لإشارته في إخفاء الأمر حتى يحين وقته. وبعد وفاة سيدي العباس سنة 1972 أصبح سيدي حمزة شيخ الطريقة المربي كما نصت على ذلك وصية سيدي العباس المكتوبةوالموقع عليها من قبل كبار الطريق آنذاك.