طالبت لجنة منبثقة عن عائلات ضحايا انهيار صومعة مسجد باب بردعاين بمكناس بتعويض دائم للأرامل،والأطفال الذين ينتمون إلى أسر توفي معيلوها في الحادث المأساوي ليوم الجمعة الماضي. كما أعلنت عائلات الضحايا من خلال بيان منبثق عن آخر اجتماع "للجنة أسر شهداء مسجد باب بردعاين"،والتي تشكلت إثر اجتماع الاثنين الماضي عن عزمها على مقاضاة الدولة في شخص الجهات المسؤولة غير أن الخلاف الذي ظل قائما حتى صباح أمس كان حول الجهة التي سيتم مقاضاتها. كما أدانت اللجنة ما أسمته تأخر المسعفين،وعدم توفرهم على التجهيزات الضرورية من أجل الإنقاذ،وكذا الارتباك الحاصل في وصول المساعدات.. غير أن أسر الضحايا أجمعت على تثمين جهود،ومساندة جلالة الملك لكل عائلات الضحايا بشكل شخصي. من جهتها وجهت مصادر من عين المكان انتقادات كثيرة لطريقة اشتغال لجنة الضحايا سواء من حيث سقف المطالب أو عدم التعاون الذي عبر عنه عدد من الأسر بسبب استمرار أجواء الحزن على فراق أحد أفراد الأسرة. وقد شرعت عدد من اللجان المشتركة بين وزارتي الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية في تنظيم زيارات خاصة للمساجد،والحمامات العتيقة بمختلف المدن،ويعمل المفتشون على إصدار قرارات فورية بالإغلاق إذا ثبت أن البناء معرض للسقوط. وقد نتج عن الحملة المذكورة إغلاق عدد من المساجد،والحمامات في كل الرباط والدار البيضاء ومراكش بشكل أولي في انتظار تعميم الحملة على سائر أنحاء التراب الوطني. من جهته أمر وزير العدل أول أمس ،محمد الطيب الناصري، بإيفاد لجنة تقنية للوقوف على وضعية بناية محكمة الاستئناف بأكادير،وذلك في أعقاب ما أثير من شكوك حول سلامة بنايتها. وفي مكناس قامت السلطات المحلية بإغلاق مسجدين في المدينة العتيقة تحسبا لتكرار مأساة مسجد "البرد عاين " التي راح ضحيتها 41 مصليا وأكثر من 80 مصابا. وبالإضافة إلى إغلاق المساجد شرعت السلطات المحلية أول أمس في مباشرة هدم 30 منزلا مسجلة خطرا غير أن هذه العملية تصطدم بإجراءات معقدة بالنظر إلى كون هدم المنازل المذكورة قد يؤدي إلى هدم أخرى بسبب الترابط التقليدي بين المنازل وحالتها المتردية. من جهته تعاقد المجلس البلدي لمكناس مع ثلاث شركات من أجل ترميم 386 منزلا آيلا للسقوط،وتدعيمها مقابل 300 مليون سنتيم،وهو مبلغ من المنتظر ألا يفي بالمطلوب بالنظر إلى عدد المنازل العتيقة التي هي في حاجة إلى تدعيم. وقد بادرت بعض الأحزاب إلى تثمين مبادرات فتح تحقيق قضائي حول أسباب حادث انهيار صومعة مسجد باب "البردعاين". وقد عبر الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية في بلاغ صدر عقب اجتماعه العادي الاثنين, عن مطالبته للسلطات المعنية بفرض تطبيق القوانين المعمول بها في هذا الشأن تفاديا لوقوع مثل هذه الكوارث المؤلمة،وضمانا لأمن وسلامة المواطنين, معربا عن تعازيه الخالصة ومشاعر المواساة لأسر الضحايا.