بعد يوم واحد من خطاب تصالحي ألقاه الرئيس السوري بشار الأسد، وعد فيه بحزمة إصلاحات إضافية، خرجت المظاهرات الاحتجاجية في عدد من المدن الرئيسية، وتحولت ذكرى استقلال سورية التي صادفت أمس، إلى يوم دام، شهد نحو 18 قتيلا منهم 15 في حمص، و3 في مدينة تلبيسة التي حاصرها الجيش أمس، في حين أشارت أنباء إلى عمليات انتقام قامت بها قوات الأمن ضد المواطنين، الذين حطموا تمثالا للرئيس السابق حافظ الأسد يوم الجمعة الماضي. وخرجت مظاهرات أمس في دمشق، وحلب، واللاذقية وبانياس ودرعا وحمص، وفي مناطق الدروز، مطالبة بالحرية والديمقراطية وتغيير النظام ورحيل الرئيس الأسد. وتشهد مدينة حمص حالة من الفوضى الأمنية، حيث أكد شهود ل«الشرق الأوسط» عبر الهاتف في لندن، أن قوات الأمن ارتكبت مجزرة في المدينة التي شهدت اعتصامات واحتجاجات غاضبة. وقال المصدر إن نحو 250 عنصرا من قوات الأمن حاصروا معتصمين عند جامع المريجة، وقاموا بإطلاق النار عشوائيا تجاههم مما أدى إلى مقتل 15. لكن قناة «الإخبارية» السورية شبه الرسمية قالت إن مجموعة مسلحة هاجمت قوات الأمن وقتلت 11 عنصرا من الشرطة. وفي مدينة تلبيسة بمحافظة حمص قال شهود عيان ل«رويترز» إن 4 أشخاص قتلوا برصاص القوات السورية خلال تشييع جنازة في البلدة. ولا تزال المظاهرات مستمرة في مدينة اللاذقية في حي الصليبة حيث هتف المتظاهرون: «الشعب يريد إسقاط النظام». وشهدت مدينة حلب احتجاجات، بخروج المئات من سكانها إلى الشارع، مرددين شعارات طالبوا فيها بالحرية. كما شهدت دمشق مسيرة احتجاجية لليوم الثاني على التوالي، وقام آلاف المحتجين المطالبين بالديمقراطية بتمزيق صور الرئيس الأسد. وفي درعا تجددت المظاهرات.