كشف كتاب صدر حديثا حول الحرب الأهلية الإسبانية، عن تورط المارشال محمد أمزيان، في جرائم حرب ارتكبتها الكتائب المغربية التي كان يرأسها داخل جيش الدكتاتور فرانكو. ونقل الكتاب الذي حمل توقيع المؤرخ البريطاني بول بريستون، شهادات فضيعة عن جرائم اغتصاب ارتكبت أمام أعين المارشال أمزيان الذي كان يعتبر أسمى ضابط مغربي داخل جيش الجنرال فرانكو. وفي مقطع من كتابه الصادم، الذي ألقى الضوء على فضائع جديدة لما أسماها صاحب الكتاب ب"الهلوكوست الإسباني" (وهو نفسه عنوان الكتاب)، كتب برينستون أن الاغتصاب والقتل كان شيئا منضما خاصة في المناطق الخاضعة لسلطة الكتائب التي كان يرأسها المارشال أمزيان. وجاء في المقطع الذي أعادت نشره جريدة "الباييس"، "كان الاغتصاب المنظم الذي تقوم به كتائب القوات المغربية جزءا من خطة لبث الإرهاب. فبعد الاستيلاء على أي مدينة أو قرية، تمنح الكتائب ساعتين للقيام خلالها بالنهب والاغتصاب". ويصف بريستون المشهد نقلا عن شهادة الصحافي الاميركي جون ويتاكر ت، الذي رافق القوات المتمردة، إلى قرية نافال كارنيرو Naval Carnero ، بالقرب من مدريد شهادته التالية: "كانت هناك شابتين، بالكاد في العشرينات من العمر، واحدة منهن متهمة بالانتماء إلى النقابات العمالية، تم جلبهما أمام الجنرال محمد بن مزيان، الضابط المغربي الأعلى رتبة في جيش فرانكو. وبعد التحقيق معهن، سلمهن إلى 40 من الجنود المغاربة كانوا يوجدون في مدرسة". ويضيف بريستون "وعندما احتج ويتاكر، قال له أمزيان : "لا تقلق ، إنهن لن يكتب لهن البقاء أكثر من أربع ساعات". يذكر أن المارشال محمد أمزيان، كان أول ضابط رفيع داخل الجيش الإسباني، ولد عام 1892 ببلدة بني أنصار بمنطقة الريف وتوفي عام 1975 بمدريد عن عمر يناهز 75 سنة. ولعب دوراً رئيسياً مع الكتائب في الحرب الأهلية الاسبانية. وأبان عن ولائه لإسبانيا من خلال حمله السلاح محمد عبد الكريم الخطابي، ولعب دورا كبيرا في إخماد الثورة الريفية وكان إلى جانب الإسبان في حرب "أنوال" الشهيرة، ومن ثم قام بتجنيد العشرات من المغاربة للقتال إلى جانب الجنرال فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية. ويتهم اليسار الأسباني المارشال أمزيان ب"التورط في مذابح" خلال الحرب الأهلية الأسبانية التي استمرت بين 1936 و1939، وبكونه قاد حملات عسكرية قمعية ضد المعارضين تميزت ببشاعتها، كان أبرزها الهجوم الذي قاده المارشال على بلدة نافال كارنيرو Naval Carnero في مدريد حيث دوهمت المنازل و اغتصبت النساء و قتل الأبرياء من الأطفال و الكهول... وبعد استقلال المغرب، التحق أمزيان بالجيش المغربي عام 1959 وساهم في الحملة القمعية التي باشرها المخزن المغربي ضد انتفاضة الريف مرتكبا في ذلك أفضع الجرائم الإنسانية. ورغم محاولة الدولة المغربية إعادة الاعتبار لهذا المارشال الدموي، إلا أن سكان الريف مازالوا ينظرون إليه ك"خائن" ومجرم حرب"، فقد احتج سكان مدينة الناظور عند افتتاح الدولة المغربية لمتحف يخلد ذكرى المارشال أمزيان.