زعم مثقفون في طنجة أنهم اكتشفوا أول رواية مغربية مكتوبة باللغة الفرنسية. وصاحب هذه الرواية هو الكاتب عبد القادر الشاط الذي ولد في طنجة سنة 1904، وتوفي بها سنة 1992. وقال أحمد الفتوح رئيس المنتدى الثقافي لطنجة، وهو منظمة غير حكومية، إن "أول كاتب مغربي ألف رواية باللغة الفرنسية. وتحمل عنوان "فسيفساء باهتة" Mosaïques ternies، كتبها سنة 1930، ونشرها بباريس بفرنسا سنة 1932. وتستعرض في قالب روائي فترات من الحياة الاجتماعية لطنجة الدولية. وأضاف لفتوح في بيان باسم المنتدى أن هذا السبق يجعل من الشاط "أول كاتب مغربي باللسان الفرنسي لجنس الرواية بالمغرب، وليس كما هو متداول الكاتب أحمد الصفريوي الذي لم ينشر عمله الروائي إلا بعد 19 سنة، وذلك سنة 1949." وحسب المعلومات المتوفرة لدى المنتدى الثقافي لطنجة، فقد اشتغل الشاط كمترجم من والى اللغات التي يتقنها، كما تميز بالكتابة بلغات متعددة منها العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية. بخلاف غالبية مثقفي طنجة الذين كتبوا باللغة العربية. وأضافت المعلومات ذاتها أن الكاتب الشاط عايش فترات عدة من تاريخ المدينة: مرحلة المولى عبد العزيز، فالمولى عبد الحفيظ ، والمولى يوسف، إلى مرحلة طنجة الدولية ثم المستقلة. بدأ حياته المهنية كأستاذ اللغة الفرنسية، ثم موظف بالبريد الفرنسي، لينهي مشواره المهني بالإدارة الدولية لمنطقة طنجة. وخلال مساره الأدبي نشر الشاط عدة مقالات ودراسات وإبداعات في العديد من المجلات والجرائد العربية والمحلية والجهوية، وترجم من الإسبانية إلى العربية كتاب "لا شرق ولا غرب" للمستشرق الإسباني خيل ابن أمية ونشره في المجلة المصرية "الفترات" سنة 1929. وترجم من اللغة الإنجليزية إلى العربية رواية "مول لاندرز" للروائي الإنجليزي دانييل ديفو. ولعبد القادر الشاط كذلك كتابات عديدة باللغة العربية، في مجال الشعر والقصة القصيرة، أبرزها مجموعته الشعرية "برادة اللجين". وللدفاع عن هذه الفكرة الجديدة على الكثير من المهتمين بانطلوجية الأدب المغربي باللغة الفرنسية قرر المنتدى تنظيم ندوة في الموضوع واستدعى لذلك مجموعة من الباحثين.