في الوقت الذي تواصل فيه قوات التحالف الدولية "فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا" طلعاتها الجوية لليوم الثالث على العاصمة الليبية طرابلس، أصبحت مهمة قوات الزعيم معمر القذافي هي البحث عن الثوار في مدينة الزاوية غرب طرابلس. وأكدت قوات التحالف التي تقود العملية العسكرية ضد نظام القذافي أنها نجحت في شل حركة طيران قوات القذافي ودمرت عددا من المواقع العسكرية امس الاحد في اليوم الثاني من العملية التي أطلق عليها "فجر الأوديسا". وأعلن الأدميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة نجاح الجزء الأول من العمليات العسكرية الجارية حاليا في ليبيا لمنع القذافي من استخدام طائراته الحربية لقصف مواطنيه، مشيرا إلى أن تلك الطائرات لم تتمكن من تنفيذ أية عمليات قتالية خلال اليومين الماضيين. وحدد مولن هدف تلك العمليات بقوله: "مهمتنا واضحة جدا، وهي التركيز في الوقت الراهن على فرض منطقة الحظر الجوي ومساندة أهداف الأممالمتحدة للحيلولة دون حدوث كارثة إنسانية وتقديم الدعم اللازم لحماية المدنيين الليبيين". وفي إجابة له عن سؤال حول احتمال لجوء القذافي لاستخدام مخزونه من غاز الخردل كسلاح ضد معارضيه قال مولن: "إننا نراقب تلك المسألة بدقة شديدة، ولم نلاحظ حتى الآن أنها تمثل أية مشكلة". وواصلت القوات الفرنسية طلعاتها الجوية الاحد حيث أعلن المتحدث باسم هيئة أركان الجيوش "ان بلاده أشركت اكثر من 15 طائرة في عمليات يمكن ان تؤدي إلى توجيه ضربات على الارض في ليبيا". ونقل راديو "سوا" الامريكي عن الكولونيل تيري بوركار قوله :"ان الطائرات قامت بعمليات دفاع جوي إضافة إلى عمليات دعم على الارض وامداد ومراقبة جوية ورصد". وكان ضابط في هيئة الاركان الامريكية قد صرح في وقت سابق بأن المرحلة الاولى من الحملة حققت نجاحا والقوات الموالية للقذافي اوقفت زحفها باتجاه بنغازي. فيما أعلن كينيث فيدلر المتحدث باسم القيادة الأمريكية في إفريقيا ومقرها شتوتغارت في ألمانيا أن 19 طائرة حربية أمريكية على الأقل، بينها ثلاث طائرات شبح بي-2، أغارت على أهداف في ليبيا فجر امس الأحد. وقال فيدلر "إن الغارات نفذتها ثلاث طائرات بي-2 تابعة لسلاح الجو الأمريكي إضافة إلى طائرات أف- 15 وأف- 16، وطائرة ايه في بي-8 التابعة للمارينز". وأضاف المتحدث "أن الأهداف التي ضربتها الطائرات الحربية تشمل "مطارات وأنظمة الدفاع التابعة لها بصورة رئيسية" ، ولم تصب أي طائرة أمريكية بنيران الخصم، بحسب فيدلر. وبالرغم من اطلاق القوات الامريكية عشرات صواريخ "التوماهوك" وشن غارات بواسطة قاذفات خفية على ليبيا، اعلنت الولاياتالمتحدة انها تعتزم ان تترك للاوروبيين قيادة العمليات العسكرية ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي . واوضح وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ان باراك اوباما دعا الى "الحد من حجم التدخل الامريكي" في العمليات في ليبيا. و قال جيتس ، اثناء توجهه الى روسيا، إن الولاياتالمتحدة تتوقع احتمالات عديدة للقيادة المستقبلية للحملة العسكرية في ليبيا لكن الحلفاء العرب لديهم حساسية ازاء العمل تحت قيادة حلف شمال الاطلسي. واضاف جيتس "اعتقد انه يوجد احتمالان.. احدهما.. قيادة بريطانية فرنسية، والاخر استخدام حلف الاطلسي". وتابع جيتس: "اعتقد انه توجد حساسية من جانب الجامعة العربية من العمل تحت مظلة حلف الاطلسي. ولذلك فالسؤال هو اذا كانت هناك طريقة ليمكننا العمل خارج قيادة الحلف والسيطرة على المعدات دون ان تكون بعثة للحلف وبدون راية الحلف وهكذا". وقال جيتس ايضا ان حدوث تقسيم لليبيا يمثل صيغة لعدم الاستقرار.