أحالت عناصر الشرطة القضائية بأمن آنفا بالبيضاء، يوم الثلاثاء الماضي، صاحب سيارة أجرة على النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بعد متابعته بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الموت والسكر العلني. وعلمت الصباح من مصادر مطلعة أن الضحية انهال، مباشرة بعد أن غادر إحدى الحانات، على سائقي سيارات الأجرة المرابطين أمام الحانة بالسب بالشتم، وهو ما لم يستسغه أحد السائقين الذي طلب منه الكف عن ذلك. وأضافت المصادر ذاتها أن حالة السكر التي كان عليها الضحية شجعته على الاستمرار في السب والشتم وعتاب السائق على عدم انتظار الزبناء داخل سيارته، ما أثار غضب الأخير الذي دخل معه في ملاسنات. وتطور تبادل السب والشتم إلى عراك بين الرجلين تبادلا خلاله اللكمات، قبل أن يباغت سائق سيارة الأجرة غريمه بضربة برجله أسقطته أرضا على حجرة كبيرة، ليصاب في الرأس. ودخل الضحية في غيبوبة بعد أن نزف منه دم كثير، فيما لاذ سائق سيارة الأجرة بالفرار بعد أن تملكته حالة خوف، ليتم ربط الاتصال بسيارة الإسعاف التي انتقلت إلى المكان وعمدت إلى نقل المصاب إلى المستشفى. ومكث المصاب بالمستشفى لمدة ثلاثة أيام في غيبوبة قبل أن يستفيق بضع دقائق استفسرته خلالها عناصر الشرطة القضائية عن ظروف إصابته، فأكد لها أن سائق سيارة أجرة هو الذي كان وراء ذلك قبل أن يدخل في غيبوبة لمرة ثانية. وركزت عناصر الشرطة القضائية بحثها على أصحاب سيارات الأجرة الذين اعتادوا الوقوف أمام تلك الحانة، إذ تم الاستماع إلى مجموعة منهم فأكدوا أسماء وأوصاف بعض من يترددون على الحانة. وقاد التحقيق الذي قامت به عناصر الشرطة إلى التوصل إلى مقترف الجرم، قبل أن تتوصل عناصر الأمن بمعلومات مفادها لفظ الضحية لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالضربة القوية التي أصيب بها في الرأس، لتواصل تحقيقها مع المتهم. وحاول المتهم الإنكار، غير أن عناصر الشرطة القضائية اخفت عنه واقعة موت الضحية، مؤكدة أنه مستعد لمواجهته والتعرف عليه ليعترف باقتراف الجريمة، مؤكدا أن استفزاز الضحية له كان سببا في لارتكابه الفعل الجرمي. وصرح المشتبه فيه أنه كان بدوره في حالة سكر، ما عجل باستفزازه ليدخل معه في ملاسنات كلامية انتهت بعراك أسقط إثره خصمه أرضا ليصاب بحروح خطيرة. واستمعت عناصر الشرطة القضائية إلى صاحب الحانة، الذي مثل بدوره أمام النيابة العامة.