تعقدت المفاوضات بين الاتحاد المغربي لكرة القدم والمدير الفني الهولندي جوس هدنيك، بعدما بالغ الأخير في طلباته المادية ووضع شروط تعجيز أمام المسؤولين المغاربة، مقابل قبوله تولي مهمة تدريب "أسود الأطلس" في الفترة المقبلة، التي تشهد إعادة تكوين هذا الفريق الذي فشل في التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، وغاب عن البطولة الإفريقية التي أقيمت مؤخرا في أنجولا. وذكرت مجلة "سوبر" الإماراتية أن المدرب الهولندي وضع الاتحاد المغربي في مأزق صعب، بعدما اشترط الاتفاق على عقد موقوف التنفيذ لما بعد المونديال المقبل؛ حيث ينتظر إشرافه على إحدى المنتخبات المؤهلة لكأس العالم، بعد أن اعتاد حضوره في هذه المسابقة العالمية خلال نسخها الأخيرة، فقاد المنتخب الهولندي بمونديال 1998، والمنتخب الكوري الجنوبي عام 2002، والمنتخب الأسترالي عام 2006. وبالغ هدنيك في طلباته المالية؛ حيث أراد الحصول على أجر شهري يعادل ما كان يجنيه خلال توليه تدريب المنتخب الروسي ونادي تشيلسي الإنجليزي، وهو ما يفوق 200 ألف يورو، وهذا يستحيل على الاتحاد المغربي تنفيذه، خاصة أن الفترة المقبلة لا توجد فيها أيّة ارتباطات رسمية لأسود الأطلس. وسبق أن رفض الاتحاد المغربي استقدام المدرب البلجيكي جيريتس، بعدما طلب الحصول على 20 ألف دولار، وهذا ما يعادل ما يجنيه شهريا خلال تدريبه لنادي الهلال السعودي. كانت صحيفة "المنتخب المغربية" أكدت أن المفاوضات بين اتحاد الكرة والمدرب الهولندي، انطلقت منذ مدة، في سرية تامة، تحت إشراف علي الفاسي الفهري بنفسه، مشيرة إلى أن هدنيك أعطى موافقته المبدئية لقيادة الأسود في الفترة المقبلة، مشترطا السماح له بتدريب أحد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس العام، التي ستحتضنها جنوب إفريقيا، الصيف المقبل، في حال تلقيه عرضا من أحدها، ثم العودة للإشراف على الأسود. ورغم أن الصحيفة ذكرت أن الاتحاد وافق على طلب هدنيك بخصوص تدريبه لأحد منتخبات كأس العالم، فإن مبالغة المدرب الهولندي في أجره قد تتسبب في عرقلة المفاوضات، في ظلّ مطالب جماهيرية بالاستعانة بالمدرب الوطني بادو الزاكي الذي يدرب الوداد البيضاوي ويقوده لصدارة الدوري المغربي. وتؤكد الجماهير أن زاكي سينجح مع المغرب، مثلما نجح كثير من المدربين الوطنيين في فرقهم في القارة الإفريقية، أمثال فوزي البنزرتي بتونس، رابح سعدان بالجزائر، فضلا عن حسن شحاتة بمصر